رهان الشرعية على الفوضى يخسر في الجنوب

الاثنين 18 مايو 2020 21:00:04
رهان الشرعية على الفوضى يخسر في الجنوب

رأي المشهد العربي

تراهن مليشيات الشرعية على الفوضى باعتبارها أداة فاعلة لتحقيق مصالحها في الجنوب، غير أن جميع رهاناتها خسرت أمام قوة أبناء الجنوب الذين تعاملوا مع هذه المحاولات بنجاح منقطع النظير، وأثبتوا أمام العالم أجمع أنهم لن يكونوا لقمة سائغة بيد قوى الشر التي تسعى لتحويل الجنوب إلى بؤرة توتر إقليمية ومحلية.

هناك جملة من الأفعال التي برهنت على رغبة الشرعية في الفوضى على رأسها محاولة جر محافظات الجنوب إلى الاشتباك مع عناصرها لتخلف فوضى أمنية تمكنها من نشر مليشياتها على نطاق أوسع، وأن ذلك حدث من قبل في شبوة وأبين وسقطرى، بالإضافة إلى سعيها لاتخاذ قرارات إدارية تؤدي إلى الهدف ذاته مثل قرارها عدم إجراء مسحات لمن يحملون إصابات محتملة بفيروس كورونا، وعرقلة صرف رواتب الموظفين والعسكريين، وغيرها من القرارات التي تستهدف إثارة فوضى اجتماعية أو أمنية.

مؤخرا أقدمت الشرعية على حشد مليشياتها باتجاه أبين في محاولة لاختراق العاصمة عدن التي طالما وظفت حضورها فيها من أجل إثارة القلاقل الأمنية والفوضى قبل طرد عناصرها على يد القوات المسلحة الجنوبية في شهر أغسطس الماضي، وعمدت إلى نشر النقاط العسكرية في سقطرى لاستفزاز أهالي المحافظة الذين لم يعرفوا الهدوء منذُ تعيين الإخواني رمزي محروس محافظا للجزيرة الهادئة.

كما أن محاولات جر الجنوب إلى الفوضى ظهرت، في حضرموت عبر قرار إقالة مدير أمن ساحل حضرموت منير التميمي، إذ أن القرار واجهته موجة من السخط الشعبي، نتيجة لعدم وجود أي مبرر حقيقي يستدعي هذا القرار، بالنظر إلى الدور الذي لعبه مدير الأمن المقال في دعم الاستقرار الأمني في المحافظة، وتحجيم دور التنظيمات الإرهابية، غير أن القرار يخدم بالأساس الأجندة التركية والقطرية، التي تعمل على زرع بذور الفوضى في المناطق التي تبحث فيها عن النفوذ.

تحاول الشرعية البحث عن منافذ تنقذها من الهزائم المتتالية التي تلقتها على جبهات أبين وشبوة، وبالتالي فإنها تجد في نشر الفوضى حلا مناسبا يضمن وجود البيئة المناسبة التي تساعدها على تنفيذ عملياتها الإرهابية، غير أن تلك المحاولات تواجه بإدراك جنوبي لماهية هذه التحركات وأهدافها وأن هذا الوعي ليس فقط على مستوى قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي لكنه على مستوى القواعد الشعبية التي رفضت قرار إقالة مدير أمن ساحل حضرموت وبالتالي فإنها تحرم الشرعية من الحاضنة الشعبية التي تبحث عنها.

يمكن التأكيد على أن رهان الشرعية على الفوضى في الجنوب فشل في جميع المنعطفات السابقة، والدليل على ذلك أنها لم تستطع أن تحقق انتصارات حقيقية على الأرض، ولم تحظ بدعم شعبي يمكنها من استمرار تواجد قواتها في بعض محافظات الجنوب، بل إن جميع محاولاتها جاءت بنتائج عكسية بعد أن تيقن الجميع أنها تهدف إلى الشر وليس الخير وأنها قوى محتلة وليست ساعية للسلام.