مليونية حضرموت تبعثر أوراق الشرعية في الجنوب
نجحت مليونية حضرموت في بعثرة أوراق الشرعية في الجنوب وتحديدًا داخل أكبر محافظات الجنوب (ساحل حضرموت)، بعد أن كانت تعًول على زيادة نفوذها في المحافظة، وإفشال محاولات تطبيق الإدارة الذاتية، غير أن كثافة المواطنين الذين ملؤوا شوارع مدينة المكلا أحبطت تلك المحاولات وأفرزت ميزانا جديدا للقوى بيد المجلس الانتقالي الجنوبي.
دائما ما عملت الشرعية على محاولة إشغال المواطنين في الجنوب بالأزمات الخدمية التي تسببت فيها عن قصد بما لا يؤدي إلى وجود اعتراضات شعبية على جرائمها، غير أن المجلس الانتقالي غيًر هذه المعادلة بعد أن أضحى لديه من الشعبية ما يمكنه من حشد ملايين المواطنين دعما لرؤية تقوم بالأساس على استعادة دولة الجنوب، وإنهاء الاحتلال الإخواني.
وجدت الشرعية نفسها في مأزق لأنها أضحت متيقنة من أنها لن تستطيع أن تقف أمام سيول المواطنين الساعين إلى تطبيق الإدارة الذاتية في جميع محافظات الجنوب بما فيها محافظة حضرموت، وكذلك فإنها لن تتمكن من فرض وجودها وتمدد عناصرها بشكل أكبر في المحافظة تنفيذا للضغوطات التي تتعرض لها من قطر وتركيا من أجل السيطرة على ثروات المحافظة الغنية.
ويرى سياسيون أن المشاركة الفاعلة في المظاهرات تشكل عامل ضغط قوي على الشرعية في الرياض لأن شعبية الانتقالي أضحت واضحة أمام المجتمع الدولي كله، وأنها قد تلجأ إلى تقديم بعض التنازلات لضمان الحفاظ على ما لديها من نفوذ في الجنوب، بدلا من الدخول في عداءات جديدة مع المواطنين الذين يلفظونها ويصطفون إلى جانب المجلس الانتقالي، وهو ما يشكل خطرا داهما على حضورها المحدود في تعز ومأرب وبعض مناطق حضوموت وشبوة.
قال المحلل السياسي هاني مسهور، إن مليونية حضرموت أحرقت مشاريع الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي وعصابته الفاسدة، وكتب في تغريدة عبر "تويتر": "أهم ما حققته مليونية حضرموت أنها عادت لتحرق مشاريع هادي وعصابته الفاسدة، وهم الأقاليم واليمن الاتحادي هي مجرد أكاذيب يقتات منها تجار الحروب والأزمات".
فيما وجه الشاعر عبدالله الجعيدي، رسالة نارية إلى أعداء الجنوب وذلك بعد نجاح مليونية حضرموت، قال فيها: إن "المليونية الحضرمية التي أرعبتهم.. مما جعلتهم يتأكدون أن ما بعدها لن يكون كما قبلها".
وكذلك شن الخبير العسكري والاستراتيجي الإماراتي خلفان الكعبي، اليوم، هجومًا حادًا على حكومة الشرعية، واعتبر أنه لا وجود للشرعية بعد اصطفاف الجنوب إلى جانب المجلس الانتقالي.
وقال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "الشمال بما فيه صنعاء يسيطر عليها الحوثة الأعداء، والجنوب بما فيه عدن يسيطر عليه المجلس الانتقالي، وهناك شرعية تسيطر على جزء من مأرب وتعز وبواسطة مليشياتها وتنظيماتها الإرهابية على أجزاء من حضرموت وأبين وشبوة وهي مرفوضة ورأينا مسيرات التأييد للإدارة الذاتية للجنوب".
وأكد الكاتب والمحلل العسكري العميد خالد النسي، أن مليونية حضرموت لتأييد المجلس الانتقالي والإدارة الذاتية، أخرست المكونات الكرتونية الحاقدة وأعداء الجنوب.
وكتب "النسي" في تغريدة عبر تويتر": "خرج أبناء حضرموت رافعين راية الجنوب أولا بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وكان المشاركون من أبناء حضرموت وبنسبة أكثر من ٩٠٪ وهذه رسالة للمراهنين على المكونات الكرتونية أنتم تراهنون على مجاميع فاشلة لا تمثل حضرموت ولا تستطيع إخراج ١٪ من هذه الجماهير".
فيما تصدر هاشتاج يحمل وسم (#حضرموت تجدد العهد للجنوب)، موقع التواصل الاجتماعي تويتر، اليوم السبت، في رسالة واضحة من أبناء محافظة حضرموت بتأييد الإدارة الذاتية للجنوب، ودعم المجلس الانتقالي الجنوبي والتشديد على أنه ممثلهم الشرعي الوحيد.
وتفاعل قطاع واسع من رواد منصة تويتر، مع الهاشتاج ليصل قائمة الترند بدولة الإمارات، بأكثر من 57 ألف تغريدة.
