قطع طريق الدعم الإيراني.. واشنطن تقوِّض الحوثيين
في خطوة باتت معتادة، تواصل الولايات المتحدة الأمريكية الضغط سياسيًّا على إيران التي تدعم الحوثيين عسكريًّا على النحو الذي مكّن المليشيات من إطالة أمد الحرب وصولًا إلى الوضع الراهن.
وبين حينٍ وآخر، توجّه الولايات المتحدة اتهامات لإيران بتسبُّبها في تعقيد الصراع في اليمن عبر دعمها الخبيث للحوثيين، أحدثها ما ورد على لسان وزير الخارجية مايك بومبيو الذي أكّد أن النزاع في اليمن مستمر بسبب تسليح النظام الإيراني لمليشيا الحوثي الإرهابية.
الوزير الأمريكي قال خلال مؤتمر صحفي، إنّ بلاده تعتزم طرح مشروع قرار رابع لتمديد القرار الأممي بحظر تسليح إيران.
وكان بومبيو قد تعهد في شهادته للكونجرس، بمنع إيران من تزويد مليشيا الحوثي بالسلاح، ووصف الوزير الأمريكي النظام الإيراني بأنه المسؤول عن الدمار في الشرق الأوسط، مشددا على جهود تمديد حظر السلاح المفروض على إيران.
وعلى مدار السنوات الماضية، قدّمت إيران العديد من صنوف الدعم المسلح للحوثيين وهو ما مكّن المليشيات من إطالة أمد الحرب حتى بلغت الوقت الراهن، وخلّفت حالة إنسانية شديدة البؤس.
إيران تدعم المليشيات الحوثية عبر مسارات عدة، بدأت بالتهريب عن طريق السواحل الممتدة، ثم عن طريق الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وكذا عن طريق تجار سلاح يعملون لصالح المليشيات.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ طهران تدعم الحوثيين بالخبراء العسكريين والمتخصصين في التصنيع الحربي، وهؤلاء الخبراء دخلوا بطرق مختلفة، ولا يزال بعضهم يشرف على العمليات العسكرية للمليشيات.
وتحدّث تقرير أممي سابق عن أنّه بالإضافة إلى أنظمة الأسلحة المعروفة التي كانت بحوزتهم حتى الآن، بات الحوثيون يستخدمون نوعًا جديدًا من الطائرات بلا طيار من طراز (دلتا)، ونموذجًا جديدًا من صواريخ كروز البرية.
وتحدّث التقرير عن نقل قطع غيار متوافرة تجاريًّا في بلدان صناعية، مثل محركات طائرات بلا طيار، والتي يتم تسليمها إلى الحوثيين عبر مجموعة وسطاء، إضافة إلى استمرار تسليم الحوثيين رشاشات وقنابل وصواريخ مضادة للدبابات ومنظومات من صواريخ كروز أكثر تطورًا.
التقرير أشار إلى أنّ بعض هذه الأسلحة لديه خصائص تقنية مشابهة لأسلحة مصنوعة في إيران، وكشف عن أن القطع غير العسكرية وتلك العسكرية تصل إلى صنعاء عن طريق التهريب.
ويمكن القول إنّ إيران تستخدم المليشيات الحوثية في حربٍ بالوكالة من أجل تهديد أمن خصومها في المنطقة، لا سيّما المملكة العربية السعودية التي طالها الكثير من الاستهداف طوال الفترة الماضية على يد الحوثيين.
وتعوِّل الكثير من الأطراف على أنّ وقف الدعم الإيراني المسلح للحوثيين سيقوِّض المليشيات بشكل كبير، ويرغمها على الانحناء والسير مجبرةً في طريق السلام، الذي طال انتظاره.
