ألغام الحوثي.. لماذا تتوسّع المليشيات في زراعة الموت؟

السبت 15 أغسطس 2020 14:28:31
 ألغام الحوثي.. لماذا تتوسّع المليشيات في "زراعة الموت"؟

واصلت الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية على صعيد واسع، تشكيل خطر كبير على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، على النحو الذي يفضح إرهاب هذا الفصيل.

وفي أحدث ضحايا هذا الإرهاب الحوثي، انفجر لغم زرعته المليشيات في إحدى المزارع الواقعة بين مديريتي حيس والخوخة بالحديدة، وأصاب مواطنًا.

مصدر طبي في مستشفى الخوخة كشف عن إصابة علي صالح الفقيه (20 عامًا)، في انفجار لغم من مخلفات مليشيا الحوثي التي جرفتها السيول.

وأضاف أن حالة المواطن خطيرة، مشيرا إلى بتر كف يده اليسرى مع كسور بعظام اليد نفسها، بالإضافة إلى إصابة مناطق متفرقة من جسده بشظايا.

ولفت إلى نقله لمستشفى أطباء بلا حدود في المخا، بعد تلقيه الإسعافات الأولية في مستشفى الخوخة.

ويمكن القول إنّ المليشيات الحوثية تمتلك رقمًا قياسيًّا في حرب الألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة، منذ إشعالها الحرب العبثية قبل ست سنوات.

وأصبح اليمن البلد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط الذي تعرض لكارثة انتشار الألغام، إذ تصدّر قائمة الدول الأكثر حوادث لانفجار الألغام على مستوى العالم, بحسب تقرير سابق لمركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية،.

وتقول تقارير إنّ هناك تفاوتًا في الإحصاءات المحلية والدولية في تقدير المساحات المزروعة بالألغام في اليمن، حيث يؤكد البعض زراعة الحوثيين مئات الآلاف، وآخرون يرتفعون بالرقم إلى أكثر من مليون لغم أرضي وبحري.

وفي نهاية العام الماضي، كشفت تقارير حقوقية أنّ عدد ضحايا الألغام الحوثية في اليمن يتجاوز 10 آلاف ضحية، يمثل الأطفال والنساء الغالبية الكبرى، إضافة إلى المسنين وأصحاب المهن والحرف مثل الصيادين والمزارعين، الذين يتخطّفهم الموت في كل خطوة يخطونها نحو فلاحة الأرض، وبحثاً عن أرزاق أسرهم في البحر.

ويقول محللون إنّ مليشيا الحوثي تعتمد على زرع المتفجرات والألغام المحرمة دوليًّا ليس دفاعًا عن النفس بقدر ما هي سياسة ممنهجة من أجل استهداف الأبرياء وإيقاع أكبر قدر من الضحايا، كسياسة انتقامية من المدنيين في ظل نزيفها المستمر في صفوفها وخسائرها اليومية بالعشرات من مسلحيها.

كما تلجأ المليشيات للتوسع في زراعة الألغام في ظل عدم قبول المجتمع لها في المناطق التي تدخلها، وتجبرهم على الانسحاب منها، وهو ما دفعها إلى زراعة الألغام في الأحياء السكنية والطرقات العامة والوديان ومزارع المواطنين والجبال غير مكترثة بأي مخاطر تحدق بحياة السكان.