مواجهة سوء التغذية.. خطوة على طريق اليمن الصعب
فيما خلّفت الحرب العبثية الدائرة منذ صيف 2014، فإنّ سوء التغذية يظل أحد صنوف الأعباء التي حاصرت قطاعات عريضة من السكان على نحوٍ لا يُطاق بأي حال من الأحوال.
ومع تردي الأمور سوءًا، أخذ المجتمع الدولي عبر منظماته المعنية، على كاهله مسؤولية ضبط هذه الأوضاع المعيشية التي لم تخلُ من الأعباء المروّعة.
وفي هذا الإطار، أكَّدت منظمة الصحة العالمية ارتفاع معدلات التعافي إلى 94٪ في مراكز التغذية العلاجية.
المنظمة الدولية أرجعت في تغريدة لها عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تزايد معدلات الشفاء إلى توفير الأدوية الأساسية والأدوية المنقذة للحياة.
قبل ذلك، وضمن هذه الجهود أيضًا، كانت منظمة الصحة العالمية قد قدمت خلال شهري يناير وفبراير الماضيين حوافز مالية إلى 433 عاملًا صحيًا في 40 مركزًا للتغذية العلاجية.
وقالت المنظمة الدولية، إنّ الدعم استجابة لارتفاع معدلات سوء التغذية، بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة.
وعلى الرغم من أنّ هذا الإعلان يحمل بشرى سارة فيما يتعلق بتحسين الأوضاع المعيشية، لكن على ما يبدو لا يزال التحدي صعبًا للغاية بالنظر إلى حجم الأعباء التي خلّفتها الحرب، لا سيّما أزمة سوء التغذية.
ودأبت المنظمات الدولية على التحذير من تفاقم أزمة سوء التغذية، ففي وقتٍ سابق حذّرت منظمات الأغذية والزراعة (فاو) والأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والأغذية العالمي والصحة العالمية، من معاناة مليونين و300 ألف طفل دون الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد في العام نفسه.
بيانٌ مشترك صادر عن المنظمات الأربع قال إنَّ الأرقام في تقرير سوء التغذية الحاد للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، تشير لارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد والحاد الوخيم بمقدار 16٪ وَ 22٪ على التوالي بين الأطفال تحت سن الخامسة، بالمقارنة بالعام الماضي.
وحذَّرت وكالات الأمم المتحدة من أن هذه الأرقام كانت من بين أعلى معدلات سوء التغذية الحاد الوخيم المسجلة في اليمن منذ تصاعد النزاع عام 2015.
ووفق البيان، فإنَّ الوقاية من سوء التغذية ومعالجته تتطلب الرعاية الصحية الجيدة للأمهات، وسط معاناة مليون و200 ألف امرأة حامل أو مرضع من سوء التغذية الحاد.
تضخّم أزمة سوء التغذية مرتبط أيضًا بما أحدثته الحرب الحوثية العبثية من تفشٍ مرعب للفقر والجوع فضلًا عن انتشار فتاك للأوبئة المرعبة التي كبّدت السكان كلفة باهظة للغاية، وهو ما قاد إلى تصنيف الأزمة الإنسانية بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.