الطريقة التي أرعبت الحوثيين.. لماذا تتجسس المليشيات على الصوفيين؟
على الرغم من إحكام الحوثيين قبضتهم الغاشمة على المناطق الخاضعة لسيطرتهم، فإنّ المليشيات تبقى متخوفة بشدة من تمادي نشاط أفكار مغايرة لما تنتهجه المليشيات من سموم.
الحديث عن تحذيرات أصدرتها تقارير استخباراتية حوثية، بشأن تزايد أنشطة أتباع الطرق الصوفية في مناطق سيطرة المليشيات.
"المشهد العربي" علم من مصدر مُطلع أنَّ ما يُسمَّى بجهاز الأمن والمخابرات التابع للمليشيات بدأ أنشطة تجسسية على مشائخ الطرق الصوفية والفعاليات الدينية، التي تُقام بشكل علني في مناطق سيطرة المليشيات.
وركَّزت هذه التقارير على الفعاليات التي أقامها أتباع الطرق الصوفية منتصف شهر شعبان الماضي والتي تسمى "الشعبانية"، وذلك في صنعاء ومناطق سيطرة المليشيات.
تحدّثت التقارير عن إقبال جماهيري كبير عليها، كما تطرقت إلى الكلمات والقصائد الشعرية، التي رددت خلالها وانتقدت بعض المعتقدات الخاطئة للحوثيين خصوصًا ما يتعلق بالأحاديث النبوية التي تطعن بها المليشيات.
وأبدت التقارير توجسًا من تزايد الإقبال الجماهيري، وكذلك الأموال الكبيرة التي ظهرت في تمويل تلك الفعاليات.
الأنشطة التجسسية والتقارير التحذيرية لمليشيا الحوثي بشأن أنشطة أتباع هذه الطريقة تكشف مخاوف المليشيات من أي جماعة لا تتوافق معها في معتقداتها وأفكارها المذهبية والطائفية.
ويبدو أنّ المليشيات الحوثية الإرهابية التي تظهر على أنّها متماسكة بشكل كبير، لا يُنظر إليها بأنّها تُحكِم بزمام الأمور بشكل كامل.
يرتبط ذلك بأنّ المليشيات الحوثية الإرهابية لا تملك أي حاضنة شعبية على الأرض، وبالتالي فهي تتخوف بشكل كبير من أن يلتف السكان وراء طريقة أخرى أو نهج آخر وبالتالي قد تخرج الأمور عن سيطرة الحوثيين.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الأمر يرتبط أيضًا بسياسات طائفية يتبعها الحوثيون، قوامها أنَّ المليشيات الإرهابية لا تُفسِح المجال أمام ظهور أي حركات مغايرة لقراراتها أو معادية لأفكارها.
