من هو الشاعر السوداني محمد الفيتوري؟.. أحد رواد الشعر الحر الحديث

الأربعاء 24 نوفمبر 2021 11:30:00
من هو الشاعر السوداني محمد الفيتوري؟.. أحد رواد الشعر الحر الحديث

الشاعر السوداني محمد الفيتوري

من هو الشاعر محمد الفيتوري؟

يحتفل محرك البحث الشهير "جوجل" اليوم الثلاثاء بذكر ميلاد الشاعر السوداني الراحل محمد الفيتوري إذ ولد في 24 نوفمبر عام 1936 في الجنينة وهي بلدة تقع على الحدود الغربية للسودان، وذلك لأب ليبي وأم مصرية، وانتقل في عمر الثالثة إلى مصر، حيث أمضى ما تبقى من طفولته، ثم تابع دراسته في الأدب والعلوم وتخرج من جامعة الأزهر، ثم وجد عملا كمحرر في الصحف المصرية والسودانية بعد التخرج، وهو شاعر بارز، يعتبر من رواد الشعر الحر الحديث.

لقب محمد الفيتورى بشاعر إفريقيا والعروبة وتم تدريس بعض أعماله ضمن مناهج آداب اللغة العربية في مصر والسودان في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وتغنى ببعض قصائد الراحل مغنون كبار في السودان.

أعمال الشاعر والكاتب المسرحي والدبلوماسي السوداني محمد الفايتوري بلغتها الثورية بثت حياة جديدة في الأدب العربي المعاصر بمزيج من الفلسفة الصوفية والثقافة الأفريقية والدعوة إلى مستقبل خال من الاضطهاد.

وقد جمع محمد الفيتورى بين الانتمائي الأفريقي والعربي في قالب فريد، وعالج عددا من القضايا في أشعاره، حاملا هموم المواطن العربي، وخاصة الحرية التي هي الأصل عنده بينما الأحداث الأخرى عوارض.

قصائد محمد الفيتوري

في عام 1956، نشر محمد الفيتوري مجموعته الشعرية الأولى بعنوان "أغاني إفريقيا"، والتي استكشفت آثار الاستعمار على الهوية الأفريقية الجماعية وشجع قرائه على اعتناق الجذور الثقافية لقارتهم السمراء، ثم نشر بعدها العديد من المسرحيات والكتب والمجموعات الشعرية مثل: "عاشق من إفريقيا" وصدر في عام 1964م، و"اذكريني يا إفريقيا" ونشر في عام 1965، وديوان "أحزان إفريقيا" والصادر في عام 1966، حتى أصبح الفيتوري صوت إفريقيا وشاعرها، وعاش وعمل كاتبا وصحفيا في معظم الدول العربية، ونشر الفيتوري آخر أعماله في عام 2005.

وعُين الفيتوري خبيرا للإعلام بجامعة الدول العربية في القاهرة في الفترة ما بين 1968 و1970، ثم عمل مستشارا ثقافيا في سفارة ليبيا بإيطاليا، كما عمل مستشارا وسفيرا بالسفارة الليبية في بيروت بلبنان، ومستشارا للشؤون السياسية والإعلامية بسفارة ليبيا في المغرب.

أسقطت عنه الحكومة السودانية في عام 1974، إبان عهد الرئيس جعفر نميري، الجنسية السودانية وسحبت منه جواز السفر السوداني لمعارضته للنظام آنذاك، وتبنته الجماهيرية الليبية وأصدرت له جواز سفر ليبيا، وارتبط بعلاقة قوية بالعقيد معمر القذافي، وبسقوط نظام القذافي سحبت منه السلطات الليبية الجديدة جواز السفر الليبي فأقام بالمغرب مع زوجته المغربية في ضاحية سيدي العابد، جنوب العاصمة المغربية الرباط، وفي عام 2014، عادت الحكومة السودانية ومنحته جواز سفر دبلوماسيا.

تتميز قصائده بالتحرر من الأغراض القديمة للشعر كالوصف والغزل، وهجر الأوزان والقافية، ليعبر عن وجدان وتجربة ذاتية يشعر بها، وغالبا ما يركز شعره على الجوانب التأملية، ليعكس رؤيته الخاصة المجردة تجاه الأشياء من حوله مستخدماً أدوات البلاغة والفصاحة التقليدية والإبداعية.

أجمل ما كتب محمد الفيتوري

ومن أعماله الشهيرة ديوان "سقوط دبشليم"، و"معزوفة لدرويش متجول"، و"سولارا"، و"البطل والثورة والمشنقة"، و"أقوال شاهد إثبات"، و"ابتسمي حتى تمر الخيل"، و"عصفورة الدم". كما كتب مسرحية "ثورة عمر المختار" عام 1974، ودراسة "عالم الصحافة العربية والأجنبية" عام 1981.

وصدرت له دراسة "الموجب والسالب في الصحافة العربية" (1986)، و"أحزان أفريقيا"(1966)، و"شرق الشمس.. غرب القمر" (1985)، و"يأتي العاشقون إليك" 1989، و"قوس الليل.. قوس النهار (1994)".

وتوفي محمد الفيتوري في يوم الجمعة 24 أبريل عام 2015 في المغرب، والتي كان يعيش فيها مع زوجته المغربية، وذلك عن عمر ناهز 85 عاما بعد صراع طويل مع المرض.