لماذا يريد أبناء الجنوب استعادة دولتهم؟
علاء حنش
- الجنوب والشمال.. حقائق ماثلة!
- لماذا عيدروس الزُبيدي ؟
- من 4 مايو 2017 وإلى 8 سبتمبر 2024.. ماذا جرى؟ وماذا تحقق؟ وماذا تبقى؟
- واحدية المصير وعلاقتها بذكرى استشهاد أسد أبين
الجنوبيون يمتلكون قضية وطنية جاءت بفعل ممارسات ممنهجة من قبل نظام صنعاء اليمني العنجهي منذ ما بعد الإعلان عن الوحدة اليمنية المشؤومة.
ورغم أن أبناء الجنوب هم من سارعوا إلى الوحدة كوحدة وطنية بين دولتين وشعبين ونظامين، بهدف الوصول إلى وحدة عربية جامعة لمواجهة أي تحديات تواجه العرب ككل، إلا أن نظام صنعاء اليمني كان لهُ رأي آخر، فغدر بتلك الوحدة، وطعنها من الخلف تحت شهوة الفيد، والنهب، والسلب، والتملك، فلقد كان الجنوب حينذاك، وما زال، يزخر بثروات نفطية، ومعدنية، وسمكية، وزراعية، وحيوانية، وموقع استراتيجي وغيرها من الثروات، حيث سعى نظام صنعاء بكل عجرفة إلى نهب ثروات الجنوب، وضرب بعرض الحائط التنازلات الوطنية التي قدمها الجنوب عند التوقيع على الوحدة، ففعل ما فعل، ونهب ما نهب، وسلب ما سلب، وقتل من قتل، وفعل ما لا يفعله أي احتلال في أي أرض يحتلها.
حيث جاءت حرب صيف 1994م الظالمة، وشن نظام صنعاء وقواته العسكرية المُحتلة حربًا لعينة ضد الشعب الجنوبي، واغتصب خلالها الارض، وانتهك الحرمات، وفعل كل شيء يخطر على بال أي احتلال.
ومع هذه الحرب الهمجية، وما تبعها من ممارسات كيدية لقوات الاحتلال اليمني ضد أبناء الجنوب، وتعاملات خبيثة، واقصاءات، وابتزاز، وجور، وتهميش، وتضييق، وسفك للدماء، وسلب لممتلكات المواطنين في ارضهم، مع كل هذه الممارسات، والحرب العسكرية، اقتنع أبناء الجنوب بأن الخلاص من هذه الوحدة بات خيارًا وطنيًا لا تراجع فيه قيد أنملة، وأدرك الجنوبيين أنهم ارتكبوا أكبر خطاء في حق وطنهم عندما فكروا بالدخول في وحدة مع نظام لا يعرف للشراكة طريق، ولا يُدرك معنى الوحدة.
لذا واصل أبناء الجنوب مسيرتهم النضالية العظيمة منذ ما بعد حرب صيف 1994م، مرورًا بإعلان الحراك الجنوبي السلمي في عام 2007م، والاعتصامات السلمية في ساحة الحرية والشهداء بخور مكسر في العاصمة الجنوبية عدن، مرورًا بالحرب الثانية التي شنها نظام صنعاء وميليشيا الحوثي ضد الجنوب، لكن الجنوب في هذه الحرب قرر أن لا تكون كحرب صيف 94م، فهب أبناء الجنوب عن بكرة أبيهم للدفاع عن ارضهم، وعرضهم، وشرفهم، فقاتلوا بأسلحتهم الشخصية قوات عسكرية تمتلك ترسانة كبيرة، وأسلحة، ومعدات خفيفة، ومتوسطة، وثقيلة.
ورغم عدم تكافء المعركة، إلا أن أبناء الجنوب انخرطوا في المقاومة الجنوبية، وناضلوا بكل ما يملكون حتى يثبتوا أنفسهم، فكان لهم ما ارادوا، وكسروا المعادلة العسكرية التي تقول أن الجيش الذي يمتلك الترسانة الكبيرة، والأسلحة، والمعدات الكثيرة هو من ينتصر، فأنتصر أبناء الجنوب بأسلحتهم الشخصية، وبإسناد من قوات التحالف العربي، على قوات عسكرية تمتلك ترسانة، وأسلحة كبيرة، ومعدات، فلقد كانت الأرادة سلاح الجنوبيين في تلكم المعركة المفصلية، والمصيرية.
اليوم الجنوب يمتلك جيش صلب، اذاق ميليشيا الحوثي، وقوات عفاش التي انخرطتت في صفوف ميلشيا الحوثي الإيرانية، مرارة الهزيمة.
فكما تدين تُدان.. والعبرة في الخواتيم.
كما أن الجنوب اليوم يمتلك مجلس انتقالي جنوبي استطاع رد الهزيمة لنظام صنعاء اليمني، فنتصر سياسيًا، وعسكريًا، ودبلوماسيًا، وما زال يواصل تحقيق انتصاراته.
وبإذن الله نحقق النصر الأعظم المُتمثل في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 1990م، وقد بات ذلك النصر يلوح في الآفق، وصار قريبًا للغاية.
لذا فليس من حق أحد أن يأتي ليقول لماذا يريد أبناء الجنوب تقسيم اليمن الذي لم يكن في يومًا يمننا واحدًا، ولن يكون بإذن الله.
أخيرًا.. أود القول أن هذا المقال كان إجابة عن سؤال أحد الأشقاء في اليمن، والذي قال (لماذا يريد أبناء الجنوب استعادة دولتهم؟)، ثم تبعه سؤال لصديق مصري في ذات السياق.