تحليل: في يوم الأرض الجنوبية
يتميز شعب الجنوب بقدرته الفائقة على تحويل الانكسارات إلى انتصارات، والأحزان إلى أفراح.
شعب حي قد ينحني وقتيا، لتمر العاصفة بأقل الأضرار، لكنه ينطلق بعد ذلك كالمارد الطارد لكل عوامل الانكسار.
- في الثالث عشر من شهر يناير سنة 2006م التقت نخبة من ممثلي محافظات الجنوب في مقر جمعية ردفان الخيرية عدن لتعلن تحويل هذا اليوم الذي كان أسودا حالكا، إلى يوم للتصالح والتسامح الجنوبي.
وبذلك تعلب الجنوبيون على ركام وآلام واوجاع خلفتها أحداث يناير 1986م واستغلها نظام صنعاء أقذر استغلالا نفسيا وسياسيا، وهو ما ساعده على إجتياح عدن والجنوب في حرب 1994م.
- في الحادي والعشرين من مايو 1994م، ووسط معمان حرب 1994م الظالمة التي شنها نظام علي عبدالله صالح لاجتياح الجنوب وفرض الوحدة الهمجية الغاشمة...أعلن الرئيس الجنوبي علي سالم البيض فك الارتباط مع نظام صنعاء ...وهو اليوم الذي شكل الرفض المعلن للوحدة بالقوة ووحدة الضم والالحاق واعلان فك ارتباط الجنوب بوحدة 22 مايو 1990م.
- في السابع من يوليو 2007م احتضنت مدينة الضالع اعتصاما لممثلي ضباط الجنوب من كل المحافظات معلنين بداية انطلاق مسيرة الحراك الجنوبي السلمي وتحويل هذا اليوم من يوم النكبة إلى يوم الأرض الجنوبية.
فكان لاختيار هذا اليوم بالذات رمزية كبيرة ورسائل بليغة إلى غزاة حرب 1994م وما مارسوه من عمليات نهب وسلب واستباحة لأرض الجنوب...وسط صمت مطبق وتخاذل غريب من دعاة الحريات والحقوق في الغرب "الديمقراطي"الذين آثروا مصالحهم الخاصة التي ضمنها لهم نظام 7/7 من أرض وثروات الجنوب ومعيشة أبنائه.
شكل انطلاق الحراك الجنوبي السلمي البنيان الأساسي للثورة الجنوبية التي هزت أركان نظام 7/7 واطاحت به انتخابيا في كل المراحل حتى سقوط هذا النظام في عام 2011م وتصفية رموزه على يدي شركائه الحوثيين في ديسمبر 2017م.
قاوم الجنوبيون ببسالة قل مثيلها كل الغزاة وآخرهم الحوثيين والإخونج وادوات الإرهاب وحروب الخدمات والحروب النفسية.
- بتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو 2017م أنهى الجنوبيون فترة التفريخات والشتات والزعامات التي استمرأها نظام 7/7 لاطالة أمد احتلال الجنوب...وهاهم اليوم الجنوبيون ورغم اشتداد الحروب ضدهم يقتربون تدريجيا من الوصول إلى الهدف والغاية القومية: استعادة دولة الحنوب المستقل والمزدهر.
