الوديعة السعودية.. قبل أن يلتهمها القاتل الصامت
رأي المشهد العربي
أنعشت الوديعة التي وُقعت بين البنك المركزي والسعودية، بمبلغ مليار دولار، الكثير من الآمال والتطلعات لأنْ تشهد الفترة المقبلة تحسنا كبيرا في الوضع الاقتصادي.
لكن هذه الآمال لم تمنح التعبير عن مخاوف كثيرة قد تبدو وجيهة بشكل كبير، ومفادها أن الفساد لطالما شكل عنوانا لتفاقم الأزمات على مدار الفترات الماضية، بعدما توسعت قوى صنعاء في ارتكابه على مدار الفترات الماضية.
وزارة المالية قالت إنه تم إيداع المبلغ بالكامل لدى حساب البنك المركزي، وأشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي امتدادا لحرص حكومة المملكة ودعمها المتواصل للقطاعين التنموي والاقتصادي.
كل هذه الآمال العريضة التي بعثت بها خطوة توقيع الوديعة يجب أن تتم حمايتها من خلال إجراءات عملية تتضمن تعزيز مكافحة الفساد.
فعلى مدار الفترات الماضية دفع الجنوبيون على وجه التحديد كلفة كبيرة من جراء تفشي فساد المسؤولين اليمنيين الذين يملكون نفوذا في الجنوب ومؤسساته.
الوديعة السعودية الأخيرة تُضاف إلى جهود إغاثية عديدة قدمتها الرياض وأيضا أبو ظبي على مدار الفترات الماضية، لكنها لم تُحقق الانتعاشة المرجوة بفعل الفساد الذي ظل مسكوتا عنه لفترات طويلة.
الفترة المقبلة تحتم ضرورة العمل على تعزيز إجراءات مكافحة الفساد، وإجراء عملية إصلاح إداري شاملة، علما بأن هذه الخطوات لطالما حث على اتخاذها المجلس الانتقالي سعيا لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين.
