تعليق الانتقالي على تصريحات رشاد العليمي.. دلالات سياسية مهمة
لم يلتزم الجنوب بشكل رسمي الصمت تجاه التصريحات الاستفزازية التي صدرت عن رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي التي أظهرت مدى المحاولات المشؤومة لتقويض حضور الجنوب العربي في المشهد السياسي.
العليمي أجرى حوارا صحفيا، تناول فيه عدة ملفات بينها قضية شعب الجنوب العربي، وقال إنها قضية عادلة لكن الحديث عنها في هذه اللحظة أو نقاش حلها في هذا الوقت قد يكون غير مناسب، وفق زعمه.
أمضى العليمي في حديثه هذا قائلا: "عندما نستعيد الدولة، سنضع كل شيء على طاولة الحوار والنقاش ونضع المعالجات بالحوار وليس بالعنف، أو بالفرض".
وأضاف أن معالجة القضية الجنوبية يجب أن تكون في إطار حلول النظام السياسي، مضمون الدولة، وشكل النظام السياسي المستقبلي.
وتابع: "يجب أن نتأكد أن هناك ضمانات إقليمية، الجنوبيون يقولون أحياناً ما هي الضمانات؟ ونحن نقول هناك ضمانات إقليمية لحل القضية الجنوبية وفقاً لهذا الإعلان، وبالتالي عندما يقال هذا الكلام فهو يشكل ضماناً رئيسياً لحقوق جميع الأطراف".
وتماشيا مع حالة الغضب بين أواسط الجنوبيين، صدر بيان عن القيادة الجنوبية، المتمثلة في المجلس الانتقالي، جاء متناغما مع الحالة الجنوبية.
البيان صدر عن علي عبدالله الكثيري المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي، عضو هيئة الرئاسة، قال إن تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي غير دقيقه، ولا تشير إلى جدية الشراكة والتوافقات التي انبثقت عن مشاورات مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف أن قضية الجنوب قضية شعب ووطن وهوية ودولة أنتجها فشل الوحدة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية وحرب احتلال الجنوب في صيف 1994، وحق شعب الجنوب بدولته كاملة السيادة.
وشدَّد على أن نقاش قضية الجنوب لا يقبل الترحيل ولا التأجيل ولن يكون كذلك أبداً، بل أنه محدد في مخرجات مشاورات الرياض بشكل واضح، حيث تمّ الاتفاق على إدراج قضية شعب الجنوب ضمن أجندة مفاوضات وقف الحرب لوضع إطار تفاوضي لها، وعبره سيحدد ما يطلقون عليه "شكل الدولة" تفاوضيا.
كما عبر عن استغراب المجلس الانتقالي الجنوبي من عرقلة إصدار قرار تشكيل الوفد التفاوضي المشترك الذي تم التوافق عليه وهو المعني بالتفاوض حول شكل الدولة والنظام السياسي للفترة الانتقالية والضمانات المطلوبة.
وأكّد أن المماطلة في تنفيذ الالتزامات الواردة في مخرجات مشاورات مجلس التعاون الخليجي تمثل مؤشرات خطيرة لا تخدم مستقبل الشراكة والعملية السياسية برمتها.
الموقف الصادر عن المجلس الانتقالي جاء منسجما مع حالة الغضب التي تسود بين الجنوبيين على مدار الساعات الماضية، منذ تصريحات العليمي، وهو موقف يفتح الباب أمام اتخاذ إجراءات إزاء أي محاولة لاستهداف الجنوب.
موقف الجنوب جاء صفعة أيضا لتنظيم الإخوان الإرهابي، الذي كان يتوقع أن الجنوب أضعف من أن يتعاطى مع هذا الموقف، إلا أن الرفض الجنوبي يؤشر إلى أن يقظة كاملة لدى القيادة الجنوبية نحو اتخاذ الإجراءات والضمانات التي تحمي مسار قضية الشعب العادلة.
