وقفة منتسبي الهيئة العسكرية للجيش والأمن الجنوبي.. مطالب مشروعة ورسائل سياسية
كما كان متوقعا ومرتقبا، عبر منتسبو الهيئة العسكرية للجيش والأمن الجنوبي بمحافظة حضرموت، عن غضبهم وبعثوا برسالة واضحة وصريحة بالإصرار على تحقيق مطالبهم كاملة.
اليوم الأربعاء، نظّم منتسبو الهيئة وقفة احتجاجية، أمام ديوان المحافظة بالمكلا، للمطالبة بانتظام مرتبات العسكريين والأمنيين، ورفع المظلمة عن المسرحين قسرا من وظائفهم الأمنية والعسكرية.
الوقفة التي شارك فيها ممثلون عن مختلف الاتحادات العمالية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني بالمحافظة، شهدت تنديدا بالتجاهل الذي يعاني منه العسكريون والأمنيون المسرحون من وظائفهم قسريا منذ عام 1994.
وطالب المحتجون، بمنحهم تسوياتهم المستحقة وانتظام مرتبات المنتسبين لمؤسسات الجيش والأمن.
يأتي هذا فيما قال البيان الصادر عن الوقفة الاحتجاجية، إن الفعالية نُظمِّت للتأكيد على أن حالة الصبر لدى الجنوبيين بلغت منتهاها، وأنه يجب المسارعة في معالجة الأوضاع المتردية في المجالات الخدمية والمعيشية عامة.
وأضاف البيان أنهم واجهوا حرب الإقصاء والتهميش والجوع والفقر والمرض وسيظلوا صامدين مطالبين بحقوقهم المشروعة حتى ينالوها بصمودهم وتضحياتهم.
وبحسب البيان أيضا، أكّدت الهيئة العسكرية للجيش والأمن الجنوبي أنها لن تصمت عن مظلمة الجنود والضباط المسرحين قسريا وعن تأخير الرواتب لشهور طويلة وبصورة متعمدة، بينما خيرات البلاد تذهب للمسئولين الهاربين في الخارج ولرموز الفساد وأصحاب النفوذ في الداخل.
كما تناول البيان الفعاليات الاحتجاجية التي شهدتها مناطق وادي وساحل حضرموت، والمطالبة بتحسين الأوضاع العامة، وبتحقيق إرادتها في إحلال قوات النخبة الحضرمية (في مناطق وادي حضرموت).
وحذر البيان من أن استمرار هذا التدهور في أحوال الناس عامة لن يقود إلا إلى الفوضى والاضطراب المجتمعي.
كما عبر البيان عن تضامن المشاركين في الوقفة مع القائد العسكري الحضرمي عامر بن حطيان، الذي قدم استقالته من رئاسة أركان المنطقة العسكرية الأولى، مؤكدا ضرورة رحيل قوات هذه المنطقة واستبدالها بقوات من أبناء المحافظة.
كما عبر البيان عن الرفض التام لتصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي المتعلقة بالقضية الجنوبية، معلنا وقوف المشاركين في الوقفة مع المطالب السياسية المشروعة للشعب الجنوبي، وحامل قضيته الوطنية، المجلس الانتقالي الجنوبي.
غضب منتسبي الهيئة الذي تم التعبير عنه بوضوح شديد في الوقفة الاحتجاجية هو ترجمة واضحة للحالة التي يعيشها الجنوبيون في الوقت الحالي.
فمنذ فرض الوحدة المشؤومة على الجنوبيين وغرس الاحتلال لسنوات طويلة، عانى الجنوبيون من ويلات التهميش والحرمان من أدنى حقوقهم المعيشية والوظيفية على كل المستويات.
ويعكس البيان الختامي الصادر عن الوقفة الاحتجاجية أنه لا يمكن التخلي عن تحقيق تلك المطالب العادلة من جانب، مع التأكيد كذلك على أن جميع أطياف الشعب الجنوبي تقف على قلب رجل واحد.
هذا الأمر تجلى بوضوح في المواقف السياسية التي عبر عنها المشاركون في الوقفة الاحتجاجية والتي تشكل دعما لسياسات ورؤى القيادة الجنوبية، والانخراط في مواجهة جادة وفعالة ضد أي محاولة للمساس بحق وتطلعات الشعب الجنوبي في استعادة دولته.
