تحليل: لماذا التحالف الدولي في البحر الأحمر ؟

لماذا التحالف الدولي في البحر الأحمر ؟

ثابت صالح*

تصاعدت الأحداث في منطقة البحر الأحمر، بعد أن أعلن الحوثيون استهدافهم لعدد من السفن التجارية، وبعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تشكيل تحالف دولي متعدد الجنسيات لحماية التجارة في المنطقة من التهديدات وأعمال القرصنة.

يضم التحالف العديد من الدول على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا.
التصعيد الحوثي المدعوم من إيران قوبل بتنديد الولايات المتحدة ودول غربية عدة، والتي وصفت تلك الأفعال بالقرصنة وبأنها تشكل تهديداً لأمن الملاحة في تلك المنطقة.

ومنذ أن بدأ الحوثيون عملياتهم ضد السفن، أعلنت عدة شركات شحن تغيير مسار سفنها لتجنب المرور عبر مضيق باب المندب، الذي يعتبر ممراً يسمح للتجارة بين الشرق والغرب - بما فيها تجارة النفط - بالعبور من قناة السويس لتوفير الوقت وتكلفة التشغيل، بدلاً من الدوران حول القارة الأفريقية عبر مضيق رأس الرجاء الصالح.
يوجد إجماع عالمي إن أفعال الحوثي من احتجاز السفن واستهدافها بمثابة قرصنة وفعل إرهابي، إذ أن استهداف سفن مدنية هو عمل إرهابي غير مبرر، ولا يمكن أن يكون جزءاً من أي عمل عسكري أو مقاوم..

ولن يضر إسرائيل في شي ، بل يضر التجارة العالمية ومصالح الشعبين المستفيدان من كل من مضيق باب المندب وقناة السويس.

وبدلا من أن يعمل الحوثيون أي شي لانقاذ شعب اليمن الذي يحكمونه بالحديد والنار، من المجاعة راحوا يبجثون عن مبررات خارجية لصرف الانظار عن فشلهم.
ويجب أن يكون واضحا أيضا أن إيران هي التي تقف خلف التصعيد الحوثي في منطقة البحر الأحمر بما يخدم نهجها في زعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية وتوظيف نتائج تلك الأعمال لأجنداتها الخاصة.

لذلك هذا التحالف ليس موجها ضد الحوثيين بل ضد قرصنتهم للسفن التجارية وتهديدهم للملاحة الدولية.

ولا يبدو أن الولايات المتحدة راغبة في تصعيد الموقف حد الحرب، لان من شأن ذلك أن يلحق ضرارا بمصالحها الاقتصادية.

الخلاصة:

الدول والمجموعات ذات القوات الجوية الضعيفة أو المعدومة بإمكانها تنفيذ ضربات بعيدة المدى باستخدام مسيرات أو صواريخ مضادة للسفن.

هذا واقع جديد يفرض على التحالف الدولي المُعلن التعامل معه بسيناريوهات وطرق متعددة.

التحالف هذا ليس الأول من نوعه الذي خلقته أعمال الحوثيين الارهابية، إذ تم في عام 2019 الإعلان عن إنشاء تحالف دولي لأمن وحماية حرية الملاحة البحرية، والذي ضم كل من البحرين وألبانيا والكويت وقطر والسعودية والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا و الإمارات العربية المتحدة.

* باحث ومحلل سياسي