تأكيدًا لتحذيرات الجنوب.. أرقام الشحنات التجارية توثّق أضرار ممارسات الحوثي الجنونية

كما كان متوقعًا، تنذر ممارسات الجنون الحوثية في البحر الأحمر، بمخاطر غير مسبوقة على صعيد الأمن الغذائي، وهو ما نبّه إليه الجنوب مبكرًا، ودعا للعمل على مجابهته بشكل حاسم.

منظمة التجارة العالمية أحصت جانبًا من الأضرار التي حدثت جراء الاستهداف الحوثي المستمر للسفن التجارية في البحر الأحمر.

المنظمة قالت إنَّ شحنات القمح البحرية عبر قناة السويس انخفضت حوالي نصف مليون طن أي بنسبة 40% على أساس سنوي خلال أول أسبوعين من شهر يناير الجاري.

وأضافت أنه في ضوء الهجمات التي تتعرض لها السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن فإنَّ بيانات الملاحة تشير إلى انخفاض الكميات الإجمالية من الحبوب والبذور الزيتية المارة عبر قناة السويس إذ تعيد الشركات بصورة متزايدة توجيه إلى طرق بديلة.

وانخفض إجمالي شحنات الحبوب والبذور الزيتية عبر قناة السويس انخفض من 7.2 مليون طن في نوفمبر الماضي إلى 5.9 مليون طن في ديسمبر، وهو ما يرجع بشكل رئيسي لتراجع شحنات فول الصويا الأمريكي.

كما انخفضت شحنات الحبوب والبذور الزيتية عبر القناة المصرية إلى الثلث على أساس سنوي لتبلغ 0.9 مليون طن في النصف الأول من الشهر الجاري وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 63 بالمئة عن متوسطها لثلاث سنوات عن نفس الفترة.

هذه الأرقام المرعبة توثّق جانبًا من الأضرار التي خلّفتها الهجمات الحوثية المستمرة على السفن التجارية في البحر الأحمر.

واعتادت المليشيات الحوثية، أن تتاجر بالقضية الفلسطينية عبر الإدعاء بأن هجماتها تأتي لنصرة الشعب الفلسطيني.

إلا أن الواقع على الأرض يشير إلى غير ذلك، وقد كان الجنوب سبّاقًا في إطار التحذير من مخاطر الممارسات التي تثيرها المليشيات الحوثية الإرهابية في تهديد السفن التجارية.

وكان الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قد حذّر من مخاطر الممارسات الحوثية على الأمن الغذائي.

وهذا الأمر باتت ملامحه تطفو على الساحة في الوقت الحالي، من خلال التأثيرات الخطيرة على منظومة الشحن.

وفي حالة مثل الوضع في اليمن المدمر بفعل الحرب الحوثية والتآمر الإخواني، فمن شأن هذا الوضع أن يفاقم من الكارثة الإنسانية، بما يُكبد الملايين كلفة معيشية مؤلمة تفوق القدرة على تحملها.