تحليل: اكذوبة مسمى المحافظات المحررة

اكذوبة مسمى "المحافظات المحررة"

ثابت حسين صالح*

ظهر مسمى"المحافظات المحررة" على وسائل إعلام سلطة "الشرعية" اليمنية بعد أن حررت المقاومة الجنوبية بدعم قوات التحالف العربي عدن وبقية مناطق الجنوب من مليشيات الحوثي الإرهابية خلال الأشهر الأولى للحرب عام 2015م.

وتبنت وسائل إعلام التحالف العربي هذا المسمى تمهيدا لعودة سلطة الشرعية مؤقتا إلى عدن، على أمل أن تتجه هذه السلطة وجيشها "الوطني" إلى تحرير محافظات الشمال أو حتى بعضها.

منذ بداية الحرب 2015م كنا نؤكد ونكرر أن مسمى "المناطق المحررة" هدفه المغالطة وتشويه الحقائق القائمة على الأرض.

أولى هذه الحقائق أنه لا توجد حتى الآن محافظة شمالية واحدة "محررة".
وأن المناطق المحدودة في محافظتي تعز ومأرب التي يسيطر عليها التجمع اليمني للإصلاح...لم يدخلها الحوثيون أصلا، بل أن المناطق التي كانت أساسا بيد "الجيش الوطني" في هاتين المحافظتين إضافة إلى محافظات الجوف وصعده وصنعاء والبيضاء، قد استولى عليها الحوثيون أيضا أو سلمت لهم بالجمل وما حمل.

أما الساحل الغربي فقد تحرر من مليشيات الحوثي الإرهابية على أيدي القوات المسلحة الجنوبية وبمشاركة رمزية لاحقة من حراس الجمهورية والمقاومة التهامية.

ثاني هذه الحقائق: أن المناطق التي تسيطر عليها أو تتمركز فيها قوات شمالية لا تخضع لسلطة الشرعية ولا تقدم شيئا لصالح المشروع المناهض للحوثيين...بل على العكس تتعايش مع وجود الحوثيين كسلطة "أمر واقع".

الحقيقة الثالثة أن هذه المناطق لم تورد فلسا واحدا إلى البنك المركزي عدن، بل على العكس تماما تؤخذ مخصصات ضخمة من إيرادات الجنوب إضافة إلى الدعم السخي المقدم لها من التحالف العربي.

الحقيقة الرابعة والأهم أن حرب الحوثيين الشاملة مستمرة فقط ضد الجنوب وفي ظل صمت أو تخادم أدوات الشرعية مع هذه الحرب الشاملة.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري