مجلة أمريكية: احتمال ضئيل لسلام دائم في المستقبل المنظور باليمن

ترجمة خاصة بالمشهد العربي

وصفت مجلة (ناشونال ريفيو) الأمريكية الحكومة اليمنية بالفاسدة وغير الفعالة، داعية إلى أهمية الاختيارات السياسية لحل الصراع الدائر في اليمن.

وأوضحت المجلة الأمريكية - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني تحت عنوان "المجاعة في اليمن" وترجمه (المشهد العربي) - أن عشرات الآلاف لقوا مصرعهم في اليمن جراء الجوع والمرض، مؤكدة أن الأزمة الحالية هي نتاج اختيارات سياسية، وليست مجرد قوى ثقافية وتاريخية.

وذكرت المجلة أن المجاعة في اليمن - مثل معظم المجاعات التي حدثت في العصر الحديث - من صنع الإنسان، فضلًا عن أن اليمن من أفقر البلدان على مستوى العالم، حيث يقل الناتج السنوي للفرد عن 1000 دولار، وهو من أقل المعدلات على مستوى العالم.

الكوليرا

وحول معاناة المواطنين صحيًا، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية السيئة، قالت المجلة إن نحو مليون و200 ألف يمني يشتبه في إصابتهم بالكوليرا، ومات الآلاف بالفعل جراء هذا المرض.

أزمة اقتصادية

ولفتت (ناشونال ريفيو) إلى أن اليمن ليس من الدول المنتجة بشكل رئيسي للنفط، لكن النفط يمثل معظم الصادرات اليمنية ومصدرًا رئيسيًا لأغلبية الإيرادات الحكومية، مشيرة إلى انخفاض الإنتاج من 457 ألف برميل يوميًا في عام 2002 إلى نحو 52 ألف برميل في العام الماضي.

وألمحت المجلة إلى أن أكثر من نصف قوة العمل في اليمن يعملون في رعي الماشية، بينما يعمل أقل من 115 ألف عامل فقط في وظائف بالقطاع الصناعي.

وألقت المجلة الضوء على الكميات القليلة نسبيًا من المواد الغذائية التي تُنتج في اليمن، قائلة: "إن معظم الواردات التي تعتمد عليها اليمن بعيدة المنال، بسبب الفجوة الكبيرة بين الصادرات والواردات، فالمواد الغذائية المنتجة محليًا ليست ذات قيمة تجارية كبيرة، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع في الفترة الأخيرة بشكل خطير".

الحرب سبب مباشر

وأكدت المجلة أن الحرب هي السبب المبُاشر للمعاناة الحالية في اليمن، أو على الأقل مُساهم كبير في تدهور الأوضاع.

وبيَّنت المجلة أن هذه ليست أول حرب أهلية في اليمن، وهناك احتمال ضئيل لسلام دائم في المستقبل المنظور، مشيرة إلى أن الأوضاع كانت متدهورة حتى قبل اندلاع الحرب.

ونوَّهت المجلة بأن اليمن دولة معزولة ثقافيًا، كما أن الحكومة فاسدة وغير فعالة، لكن هذه العوامل لا تشكل مصيرًا غير قابل للتغيير، والخيارات السياسية مهمة.

اليمن وسلطنة عمان

وعقدت المجلة الأمريكية مقارنة بين الأوضاع في اليمن وجارته سلطنة عمان اللتين تشكلان معًا الحافة الجنوبية لشبه الجزيرة العربية، قائلة: "إنهما بلدان مختلفان جذريًا في الوقت الراهن".

وأضافت المجلة: "نحن نستطيع أن نعطي اليمنيين الطعام، بل إنه واجب علينا، فالتكلفة بالنسبة لنا ستكون زهيدة، ولكنها احتياجات مهمة للشعب اليمني".

وشددت المجلة على ضرورة العمل على تعزيز سيادة القانون في اليمن، والثقافة الليبرالية، وازدهار التجارة بدلًا من الاكتفاء بإرسال مساعدات فقط، معللة ذلك بفشل استراتيجية إرسال المساعدات فقط في أفغانستان والعراق.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن الرخاء يزدهر حيث يوجد سلام، مشددة على أن السلام في اليمن سيكون مرغوبًا فيه، وهو ما من شأنه مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في الحد من نفوذ إيران في المنطقة.

واختتمت مجلة (ناشونال ريفيو) الأمريكية تقريرها قائلة: "في بلد حيث تكون أقل من 3 في المئة من الأراضي مناسبة للزراعة، هذا يعني أن المجاعة لن تكون بعيدة جدًا، والخيارات السياسية مهمة".

رابط الموضوع الأصلي