الإمارات أيقونة عالمية مضيئة تحققت في مسيرة 47 عام
في ظل احتفال دولة الإمارارت العربية المتحدة، بعيدها الوطني السابع والأربعين، وتحقيق مركزاً رائداً وسط بلدان المنطقة العربية ودول العالم، والذي جعلها تحظى بإعجاباً واسعاً بنموذج الاتحاد المتين الذي تحقق في عام 1971، ومهد الطريق لتجربة فذة من النجاح والرخاء، تقدم دولة الإمارات بقيادتها الأمينة الواعية نموذجاً عربياً في التضحية والمشاركة الفاعلة في القضايا العربية والإقليمية.
وجاءت الانطلاقة التاريخية لدولة الإمارات في الثاني من ديسمبر عام 1972، حيث تجمع قادة الإمارات الستة (أبوظبي، دبي، عجمان، الشارقة، أم القيوين، الفجيرة)، بقيادة مؤسسها الراحل سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لالتقاط صورة جماعية وتم إعلان بيان الدولة، أما إمارة رأس الخيمة فانضمت بعد أشهر قليلة في فبراير 1972، وإقروا خلالها دستورا مؤقتا ينظم الدولة ويحدد أهدافها.
وكان مشروع اتحاد إمارات الساحل المتصالح بدأ قبل الانسحاب البريطاني من المنطقة، وتحديدا في الثامن عشر من فبراير 1968، ففي الأول من ديسمبر 1971، بدأ المقيم السياسي البريطاني جولة في الإمارات السبع وقع خلالها الحكام وثيقة إلغاء الاتفاقيات والمعاهدات التي عقدت مع بريطانيا سنة 1820.
وتحول نموذج الاتحاد في الدولة الإمارات إلى نموذج رائد قل نظيره، ففي الوقت الذي منيت فيه تجارب وحدوية كثيرة بالفشل من جراء بروز الانقسامات استطاع بيان 1971 أن يكون محطة راسخة.
وتزامن اليوم الوطني لدولة الإمارات، مع قفز جواز السفر الإماراتي إلى المرتبة الأولى عالميا، وهو ما يظهر أن أبواب أغلب دول العالم باتت مفتوحة أمام المواطن الإماراتي الذي اتحدت دولته قبل نحو خمسة عقود، وتؤكد تصنيفات دولية أخرى سبق الإمارات العربي والعالمي في مجالات التعليم والبنية التحتية التي كسبت الرهان ضد كل التحديات الطبيعية فكانت مثالا لما تستطيع الإرادة أن تحققه.
من جانبه قال الخبير الاقتصادي الإماراتي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي حمد العوضي: إن وصول الجواز الإماراتي إلى المركز الأول عالميًا هو دليل على نجاح دولة الإمارات في الحصول على سمعة عالمية جذبت جميع بلدان العالم إليها وأصحبت محط للأنظار على مختلف الصعد.
وأشار إلى أن إلغاء العديد من الدول شروط تأشيرة الدخول المسبقة لمواطني دولة الإمارات التي وصل عددها إلى 167 دولة إنجاز يفخر به كل إماراتي ووسام شرف يضعه على صدره، مضيفًا أن "وصول الجواز الإماراتي إلى المركز الأول منح شعب الإمارات مساحة من الحرية في السياحة حول العالم سواء كانت سياحة اقتصادية أو ترفيهية أو العلاجية".
وأكد العوضي إلى أن وصول الجواز الإماراتي إلى هذا المركز له مردود اقتصادي على الدولة، لافتًا إلى أن السائح الإماراتي دائمًا ما كان متزنًا بالإضافة إلى أنه يعتبر مساهم كبير في الحركة الاقتصادية في جميع دول العالم مما جعل العديد من الدول ترغب بأن تجذبه إليها، وعليه أصبح هناك تسهيل أكبر لرجال الأعمال الإماراتيين للدخول إلى الكثير من الدول والاطلاع على أفضل الممارسات والفرص الاستثمارية المتبادلة، وأضاف أن "دولة الإمارات بدورها منحت ووفرت للمستثمرين الأجانب العديد من التسهيلات والمميزات، مما سهل على المستثمرين المواطنين والأجانب حرية التنقل، بالإضافة إلى سهولة ومرونة التواصل بين الإمارات ومختلف الدول مما يزيد من فرص تبادل الاستثمارات ويحرك العجلة الاقتصادية في الإمارات".
من جانبه قال الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي، ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية في تصريح خاص لـ"المشهد العربي"، أن دولة الإمارات العربية تمكنت خلال وقت قياسي، من تحقيق مستوى رائد بين بلدان العالم، واستطاعت أن تصل إلى العديد من المراكز العالمية المرموقة في مختلف الجوانب سواء اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو إنسانيًا وغيرها الكثير، فالإمارات كانت أكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية بالإضافة إلى كونها نموذجًا فريداً من نوعه في التطور والتنمية بالمنطقة.
وأضاف "عبده" أن دولة الإمارات على المستوى الاقتصادي لديها قوة اقتصادية ضاربة، حيث حققت الصناعة النفطية فيها نمواً كبيراً بجميع قطاعاتها تضاعفت صادراتها من النفط الخام أكثر من 3 مرات، إلى 2.5 مليون برميل يومياً خلال 2018، وتواصل تطورها وإنجازاتها، سواء على صعيد زيادة الإنتاج واستخدام التقنيات وتأهيل المواطنين، وإضافة برامج ومبادرات نوعية ومبتكرة، لتصبح الإمارات أحد المساهمين الكبار في السوق العالمي للنفط.
وتابع خلال الـ47 عاماً الماضية، تعاظمت الاحتياطيات النفطية المؤكدة، وتضاعفت عدة مرات ليرتفع مستواها من 30 مليار برميل في السبعينيات إلى نحو 98 مليار برميل حالياً، كما تعاظمت احتياطيات الدولة المؤكدة من الغاز الطبيعي مع استمرار الكشف والتنقيب عن الغاز والإعلان عن احتياطيات جديدة تضع الإمارات في المراتب الأولى عالمياً بالقطاع بحلول 2030 وتحقق الاكتفاء الذاتي وتتحول إلى مصدر للسلعة.
ويصادف الثاني من ديسمبر الجاري الذكرى السابعة والأربعين لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تمثل واحدة من أرقى وأعمق التجارب الوحدوية، وبالتأكيد الوحيدة من نوعها عربيا.
ويقول متابعون إن تميز النموذج الإماراتي في الاتحاد يكمن في تركيزه على روابط الأخوة المتينة والحرص على مصلحة الوطن، وتبدو ثمار هذا الاتحاد واضحة، في أيامنا هذه، فمؤشرات الاقتصاد والتنمية والثقافة تظهر ريادة كبرى لدولة الإمارات التي صارت "أيقونة عالمية".