كأن شيئاً لم يكن.. 21 يوماً على مشاورات السويد

الخميس 3 يناير 2019 19:00:00
كأن شيئاً لم يكن.. 21 يوماً على مشاورات السويد
رأي المشهد العربي

21 يوماً مرت على انعقاد مشاورات السويد بين ممثلي الحكومة ووفد مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، وكأن شيئاً لم يكن، فبعد أسبوع متواصل من المفاوضات بين طرفي الأزمة في ستوكهولم برعاية الأمم المتحدة، لم تتوقف المليشيات عن قصف الأحياء ومنازل المواطنين في الحديدة.
وفي 13 ديسمبر الماضي فور انتهاء مشاورات السويد، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن الأطراف المتحاربة في اليمن اتفقت على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الاستراتيجية خلال محادثات السويد.
وقال غوتيريس: "لقد توصلنا إلى اتفاق حول ميناء ومدينة الحديدة سيشهد إعادة انتشار متبادل للقوات ووقف لإطلاق النار على مستوى المحافظة".
وأضاف: "ستلعب الأمم المتحدة دورًا رائدًا في الميناء، وهذا سيسهل وصول المساعدات الإنسانية".
وأشار إلى أن الطرفين توصلا أيضًا إلى "تفاهم متبادل لتخفيف الوضع في تعز، وأعتقد أن هذا سيؤدي إلى فتح ممرات إنسانية وتسهيل إزالة الألغام".
وأوضح غوتيريس -في الوقت الذي اُختتمت فيه جولة المحادثات بالسويد- أن أعضاء الوفدين اتفقوا على وقف إطلاق النار في ميناء الحديدة وتبادل الأسرى والسماح بالممرات الإنسانية في المدينة المحاصرة، مع وضع إطار للمفاوضات المستقبلية.
وقال غوتيريس، للصحفيين في ريمبو بالسويد: "قبل مجيئنا إلى هنا، اتفقنا بالفعل على تبادل الأسرى، وقد اتفقنا الآن على جدول زمني لتنفيذ تبادل الآلاف للم شمل اليمنيين بعائلاتهم". 
وأضاف: "وأخيراً، خطوة مهمة جداً لعملية السلام: اتفقنا على المشاركة في المناقشات حول إطار التفاوض في الاجتماع المقبل، هذا عنصر حاسم لمستقبل التسوية السياسية من أجل إنهاء الصراع".
وتابع أنه "بناء على مشاركتكم البنّاءة في السويد، لدينا فهم أفضل لمواقف الأطراف".
ورغم أن الأمم المتحدة كانت قد أعلنت أن عناصر من المليشيات بدأت في الانسحاب من الميناء، إلا أن الحوثيين شرعوا في تنفيذ عمليات إعادة الانتشار والتموضع في الحديدة، في إطار التحايل على اتفاق السويد الذي يقضي بالانسحاب من المدينة.
ونسفت الحكومة اليمنية رواية الأمم المتحدة بتسليم الميناء، وأوضحت أنها لم تتلق أي إخطار يتعلق بانسحاب مليشيات الحوثي الانقلابية من ميناء الحديدة، وهو ما أكدته تقارير إعلامية عدة أن المليشيات المدعومة إيرانياً أفشلت إجراءات اتفاق تسليم الميناء والانسحاب من المدينة الساحلية، في إطار مماطلتهم لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي جرى التوقيع عليه برعاية الأمم المتحدة.
اتفاق ستوكهولم
ونص اتفاق ستوكهولم على انسحاب المليشيات من ميناء الحديدة خلال 14 يوماً من توقيع الاتفاق، يعقبه الانسحاب من مدينة الحديدة إلى أطرافها في غضون 21 يوماً، ومن أجل ذلك، أوفدت الأمم المتحدة فريقاًً دولياً لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار، برئاسة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت.
ووجهت مليشيات الحوثي الانقلابية -بهذا الفعل الخبيث- تهديدًا جديدًا لاتفاق ستوكهولم وعملية السلام في محافظة الحديدة، وخلافًا لعشرات الخروقات لقرار وقف إطلاق النار، نفذت المليشيات المدعومة من إيران مناورة مكشوفة تتحدث فيها عن الانسحاب من ميناء الحديدة الاستراتيجي.
وعقدت لجنة إعادة الانتشار -التي يشارك فيها 3 من الجانب الحكومي- اجتماعات مكثفة على مدى الأيام الماضية، وأعلنت الأمم المتحدة أن اللجنة ستتسلم خططاً تفصيلية بشأن إعادة الانتشار ووقف إطلاق النار، فيما تم الاتفاق على فتح الممرات الإنسانية.
وانقلبت المليشيات الحوثية على اتفاق فتح الممرات الإنسانية عبر طريق الحديدة-صنعاء، فيما أعلنت بشكل أحادي إعادة الانتشار في ميناء الحديدة وخروج مسلحيها.