اتفاق السويد.. ثغرات تقوي الحوثي وتدمر إنجاز غريفيث

الخميس 17 يناير 2019 19:59:00
اتفاق السويد.. ثغرات تقوي الحوثي وتدمر إنجاز غريفيث

رأي المشهد العربي

 تستمر مليشيات الحوثي الانقلابية في خروقاتها المتزايدة للاتفاق الذي تم التوصل إليه وفقًا لمشاورات السويد في ديسمبر الماضي، وعلى الرغم من موافقة المليشيات على نصوص الاتفاق، إلى أنها تعمد إلى تجاهلها أو خرقها باستمرار، فيسجل عدّاد الخروقات الحوثية لاتفاق السويد أرقامًا قياسيًا، بعد مضي نحو شهر على توقيع الاتفاق.

وبات التلاعب الحوثي، تارة عبر تأويل بنود الاتفاق، وتارة أخرى عبر الامتناع عن تطبيقها، مفضوحًا أمام المجتمع الدولي، ما ترتب عليه ضرورة ملحة لتكثيف النشاط الدبلوماسي للمبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث قبل أن تجد الأمم المتحدة نفسها مضطرة لفضح معرقلي جهود السلام في اليمن على الملأ.

وبناءً عليه، بدأ المبعوث الأممي زيارةً إلى صنعاء لإجراء محادثات مع المتمردين الحوثيين، بهدف الضغط على المليشيات لتنفيذ اتفاق الحديدة وتسليم الميناء وفتح ممرات إنسانية في المدينة.

كما يبحث غريفيث مع رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار باتريك كاميرت العراقيل التي وضعها الحوثيون بشأن الحديدة.

وأعلن التحالف العربي أن مليشيات الحوثي تواصل خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، وإذا كان اتفاق وقف إطلاق النار صامدًا إلى حد كبير منذ بدء العمل به في 18 ديسمبر في الحديدة، لم يُسجّل على الأرض أي انسحاب ملموس للحوثيين مثلما نص الاتفاق.

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان الحق إن وقف إطلاق النار في الحديدة لا يزال صامدًا، على الرغم من اتهامات متبادلة بين الطرفين بخرق الهدنة.

وفي 13 ديسمبر، تم الإعلان في السويد عن اتفاق، إثر ثمانية أيام من المحادثات بين وفدين يمثلان حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والحوثيين المدعومين من إيران.

وتناول الشقّ الأساسي من الاتفاق موضوع الحديدة، الذي استقطب الاهتمام الدولي نتيجة الأزمة الإنسانية التي تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم، ويعتبر الحفاظ على الأمن في مرفأ الحديدة أساسيًا لتموين سكان اليمن.

وعلى صعيد متصل، قال وزيرُ الإدارةِ المحليّة اليمني ورئيسُ اللّجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح إنّ مليشيات الحوثي تحتجِزُ 72 شاحنة إغاثية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي في محافظة إب.

وحمّل فتح مليشيات الحوثي المسؤوليةَ الكاملة عن النقصِ الغذائي، والكارثة الإنسانية التي قد تَحدُثُ للمواطنين في المناطقِ الخاضعة لسيطرتِها، داعيًا منسِقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في اليمن ليزا غراندي إلى سرعةِ التدخل والضغط على المليشيات للإفراج عن الشاحنات الإغاثية المحتجزة بشكل عاجل.

وتستند مليشيات الحوثي في استمرارها لخرق الاتفاق إلى ثغرة بالاتفاق الذي نشرته الأمم المتحدة، حيث لا يوجد به أي جدول زمني للانسحاب من الحديدة بالنسبة للفريقين سواء الحكومي أو الانقلابي.

وأعلن المتمردون في 29 ديسمبر بداية الانسحاب، لكن الحكومة اليمنية شككت في حصول الانسحاب.

وقال مسؤولون حكوميون إن مقاتلين حوثيين لا يزالون موجودين، ويرتدون بزات خاصة بخفر السواحل أو بالجمارك.

وينص اتفاق السويد على تسليم مرافئ الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى الإدارات التي كانت تتولى الإشراف عليها قبل وصول الحوثيين في نهاية 2014، وإعطاء دور للأمم المتحدة في إدارة هذه المرافئ.

ورفض الحوثيون فتح ممر إنساني كان مقرّرا في 29 ديسمبر بين الحديدة والعاصمة صنعاء، بحسب بيان للأمم المتحدة.

وعبّر الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت -كبير المراقبين المدنيين التابعين للأمم المتحدة المكلفين بالإشراف على تنفيذ اتفاق الحديدة- عن استيائه، وعن أسفه لـ"ضياع الفرصة" لتعزيز الثقة بين المتنازعين.

وأشار كاميرت إلى أن الأمم المتحدة يجب أن تتحقّق من أي انسحاب لكي "يكون ذا مصداقية"، الأمر الذي لم يحصل بالنسبة إلى الانسحاب الحوثي المعلن.

ويعتمد الفريقان "الحكومي والانقلابي" تفسيرات مختلفة تمامًا للاتفاق المعلن في السويد، بحسب مصادر سياسية يمنية.

ويزعم الحوثيون أن إدارة المرافئ يجب أن تُسلّم إلى السلطات الموجودة في المكان، أي إلى فريقهم، بينما تقول الحكومة إن هذه المسؤولية تعود إلى الإدارة التي كانت موجودة في المدينة قبل "احتلالها" من الحوثيين.

ويواصل الحوثيون الضغط من أجل إعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام الملاحة، وأطلقوا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لذلك، واستقبلوا غريفيث مقدمين له أطفالًا مرضى لا يمكنهم السفر إلى الخارج لتلقي العلاج.