الحوثي يحول اليمن السعيد إلى أكبر دولة «ملغومة».. زراعة مليون لغم منذ الانقلاب

التقارير الموثقة أكدت أن الألغام الحوثية أودت بحياة المئات من اليمنيين وأحدثت تشوّهات وبتراً لأطراف الآلاف من السكان، في وقت تعمل المقاومة المشتركة وقوات التحالف العربي على إزالة ما زرعه المتمردون، وكان آخرها التي أعلن عنها الجيش من خلال الفرق الهندسة التي تمكنت من إزالة وتفكيك 3 آلاف لغم زرعتها مليشيا الحوثي في قرى وجبال مديرية باقم بمحافظة صعدة.

وكشفت مصادر عن تفاصيل إتلاف قوات الجيش 3 آلاف لغم وعبوة ناسفة مختلفة الأحجام والأشكال زرعتها مليشيا الحوثي في قرى وجبال مديرية باقم قبل فرارها.

وأضافت أن مليشيا الحوثي تعمدت زراعة الألغام والعبوات الناسفة داخل المنازل ووسط خطوط السير في القرى والجبال والمزارع في المديرية.

وتتعمد المليشيات في زرع الألغام لحصد أرواح الأبرياء في اليمن، وهو ما كشف عنه مشروع برنامج "ACLED" الدولي في فبراير الجاري، وأنّ مليشيا الحوثي الانقلابية حوّلت اليمن إلى أكبر دولة ملغومة على مستوى العالم.

وقال البرنامج - المتخصص بجمع بيانات مناطق النزاع حول العالم وتحليلها - إنّ "الحوثيين زرعوا أكثر من مليون لغم أرضي منذ بدء الحرب، ما جعلها أكبر دولة ملغومة منذ الحرب العالمية الثانية".

وأشار إلى مقتل خمسة خبراء يعملون في مشروع منظمة "مسام" (مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية) أثناء نقل الألغام من مقر المنظمة في مأرب، حيث انفجر لغمٌ كانوا يحملونه في الشاحنة.

وأضاف البرنامج أنّ هذه الحادثة ليست معزولة، بل تكشف عن الخطر الأوسع المتمثل في الألغام المجهولة والأجهزة المتفجرة البدائية (العبوات الناسفة) التي لا تزال تشكل خطراً على المدنيين اليمنيين في جميع أنحاء البلاد.

وبحسب "البرنامج"، قُتل 267 مدنياً على الأقل بفعل الألغام الحوثية في 140 حالة تمّ الإبلاغ عنها منذ العام 2016، ويشمل هذا الرقم الأسماء المسجلة رسمياً فقط، فيما تشير تقديرات إلى أن عدد المقتولين بفعل الألغام يتجاوز 920 مدنياً، فضلاً عن آلاف الجرحى.

وأوضح أنّ الاستخدام المتفشي للأجهزة المتفجرة يؤدي أيضاً إلى إضعاف النشاط الاقتصادي، وكثيراً ما أصابت الألغام الأرضية التي يتم زرعها في المراعي المزارعين والحيوانات التي تُشكِّل المصدر الرئيس لكسب العيش بالنسبة لكثير من الأسر في المناطق الريفية.