محو الأمية.. التحدي الأكبر أمام اليمن لوقف محاولات الحوثنة
تصل معدلات الأمية بين المواطنين اليمنيين إلى 40 بالمئة من إجمال عدد السكان وهي نسبة وإن كانت غير دقيقة، نظرا لأن آخر إحصاء رسمي كان قبل الحرب الحوثية منذ أربعة سنوات، فإنها تعبر في الوقت ذاته عن كارثة تستغلها المليشيا الإرهابية لتمرير أفكارها ضمن مخططتها للنشر التشيع الطائفي أو ما يعرف بالحوثنة، أملا في أن يؤدي ذلك إلى نجاح خطتها الانقلابية.
ومنذ أن سيطرت مليشيا الحوثي على صنعاء عملت على الحد من مرافق محو الأمية بالحد من توسعها وآدائها بشكل عام، وفي مرات عديدة وجهت نيرانها تجاه تلك المؤسسات التعليمية لتجهًيل المجتمع وزيادة معدلات الأمية داخله بما يخدم مصالحها.
ولكن من المهم أيضا أن نلفت الأنظار إلى الأدوار التي تقوم بها أجهزة محو الأمية في المحافظات المحررة، والتي تشهد نشاطا غير مسبوقا في تعليم الصغار والكبار أيضا، وذلك بدعم من المؤسسات الإغاثية للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبار أن ذلك الأمر هو التحدي الأهم لمواجهة الحرب الفكرية التي تخوضها مليشيا الحوثي على جبهات متعددة.
ونظم جهاز محو الأمية وتعليم الكبار اليوم الأحد، الدورة التنشيطية لمعلمات محو الأمية وتعليم الكبار في مديرية عتق بمحافظة شبوة، وتأتي الدورة التي شارك فيها 26 معلماً ومعلمة محو أمية برعاية رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار محمد حسين الحاج.
واستعرضت القائم بأعمال مدير عام التدريب والتأهيل في جهاز محو الامية وتعليم الكبار اندى الصلاحي أهم المحاور الخاصة بطرق التدريس في محو الأمية تخلل الدورة المناقشة والعصف الذهني في التدريب.
ويشار إلى أنه سيجرى غداً الإثنين تدريب 55 متدربة في ثلاث المديريات حول محو الأمية وتعليم الكبار.
ويرى مراقبون أن تدهور قطاع محو الأمية في اليمن بدأ قبل الحرب الأخيرة لكنّه ازداد منذ بدئها بشكل كبير إذ تراجع عدد من العناصر الداعمة له، فشهدت أعداد المتعلمين تراجعاً حقيقياً، علماً أنّ الحكومة أنشأت عام 1992 جهاز محو الأمية وتعليم الكبار، وبات مستقلاً عن وزارة التربية إدارياً ومالياً بموجب قانون محو الأمية وتعليم الكبار لعام 1998.
يعتبر قطاع محو الأمية من القطاعات الفريدة في كونه يجتذب النساء بشكل لافت أكثر من الرجال بكثير بسبب توفر أوقات للتفرغ للتعلم في فترة ما بعد العصر، بينما يستغل معظم الرجال هذا الوقت في تخزين القات.
وتستغل بعض منظمات التنمية المحلية صفوف محو الأمية لتنفيذ برامجها الاقتصادية التي تستهدف المرأة الفقيرة تحديداً.
ويشير مراقبون إلى أنّ أحد الأسباب التي أدت إلى ضعف مخرجات مراكز محو الأمية عدم التنسيق بين جهاز محو الأمية والمراكز التعليمية الأخرى، بالإضافة إلى "عدم توفر الكتب التي يحتاجها المتعلم، وعدم توفر وقت كاف للتدريس، فبعض المراكز التي تعمل في مدارس تنتظر خروج تلاميذ الفترة المسائية، فيبدأ دوام محو الأمية عند الساعة الرابعة عصراً حتى الخامسة والربع خصوصاً في فصل الشتاء".
تجدر الإشارة إلى أن التعليم في مراكز محو الأمية مجاني ويتكون غالباً من ثلاث مراحل، هي: الأساس، والمكافحة، والمتابعة. ويبلغ معدل الإلمام بالقراءة والكتابة لدى الذكور ما فوق 14 عاماً في اليمن 85 في المائة، ولدى الإناث ما فوق 14 عاماً 55 في المائة، بحسب آخر إحصائية لليونيسكو عام 2015.