انشقاقات بين الكوادر المؤيدة للرئيس الجزائري (تفاصيل)

قدم عضو بارز في منتدى رؤساء المؤسسات في الجزائر، اليوم السبت، استقالته من الهيئة التي يقودها رجل الأعمال المتنفذ علي حداد، في حراك ينذر بانشقاق أكبر في المنتدى الداعم بقوة للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وترشحه لولاية خامسة في انتخابات الرئاسة يوم 18 أبريل.

وفي رسالة ذكر محمد أرزقي أبركان، المدير العام لمؤسسة ”سوجيميتال“ الخاصة، إنّه قرر التنحي من عضوية ”منتدى رؤساء المؤسسات“ (هيئة نقابية تمثيلية لأرباب العمل في الجزائر)، بعد قيام رئيس الأخير علي حداد بشتم المتظاهرين ضد استمرار بوتفليقة لفترة رئاسية جديدة.

واستغرب أبركان إقدام علي حداد المثير للجدل على إطلاق نداء شاذ مفاده ”ضرورة احتقار شعب لا يشعر بالعرفان لرئيسه“، حيث زعم حداد الذي أنشأ امبراطورية المال والأعمال في سنوات قليلة، أنّ الجزائريين ”لا ينبغي أن يتنكروا لجميل رئيسهم على مدار عشرين سنة من حكمه“.

وتساءل أبركان عن هذا التموقع الغريب لمنتدى جرى تأسيسه لتفعيل الحراك الاقتصادي، و“ليس للزج به في متاهات سياسوية مشبوهة من طرف رقمه الأول“.

ولم يتردد أبركان عن إبراز مساندته للمظاهرات المتنامية في بلاده والتي دخلت أسبوعها الثاني، مشددًا على ”أحقية الشعب الجزائري في المطالبة بحرية وكرامة عن رسم قدره، والكفّ عن ممارسة الأبوية والوصاية والاستغباء في حق مواطنيه“.

وفيما أعطى أبركان انطباعًا قويًا بوجود ”حالة تململ في أروقة منتدى رؤساء المؤسسات“، لم تستبعد مصادر مطلّعة أن تتوالى الانشقاقات في هيئة علي حداد، خصوصًا إذا لم يتجسد ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة قبل انقضاء الأجل الذي حدده المجلس الدستوري منتصف ليلة هذا الأحد.

ولا تعدّ الاضطرابات التي تشهدها هيئة علي حداد، ”صديق“ شقيق الرئيس سعيد بوتفليقة، معزولة عما يحدث في الاتحاد العام للعمال الجزائريين (نقابة حكومية)، حيث أعلن المئات من المنتمين إلى هذه النقابة عن استقالاتهم، بينما رفض آخرون حديث الأمين العام، عبدالمجيد سيدي السعيد، باسمهم عن تأييد العمال لاستمرار بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة.