الهند تحتفي بالوساطة السعودية وترفض التدخل التركي
تترقب الهند وصول وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، إلى دلهي يوم غد الإثنين، بتكليف من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، للقيام بجهد من أجل الوساطة وخفض التوتر بين الهند وباكستان؛ على خلفية استمرار القصف المتبادل بينهما على خط المراقبة الذي يفصل بين الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير والجزء الواقع تحت سيطرة باكستان.
مبادرة سعودية أمريكية وأخرى روسية صينية
وقال موقع ”نيوز كليك“ الهندي، إن الوزير السعودي سيلتقي رئيس الوزراء ناريندا مودي؛ في مسعى مدعوم من الولايات المتحدة، ليغادر بعد ذلك إلى إسلام آباد للاجتماع برئيس الوزراء عمران خان، وبرئيس الأركان الجنرال قمر باجوا.
ونقل الموقع أن مبادرة الوساطة لخفض التوتر بين الهند وباكستان التي تتشارك بها الولايات المتحدة والسعودية، تقابلها مبادرة مشتركة من روسيا والصين ما زالت قيد البحث.
يشار إلى أن الوزير السعودي الجبير كان مقررًا أن يصل باكستان، يوم الخميس الماضي؛ لبذل جهد من أجل خفض التوتر بين البلدين اللذين كانا محطات رئيسية في الجولة الآسيوية الأخيرة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان الشهر الماضي.
التمييز بين محاولات التهدئة وبين الوساطة
وحتى يوم أمس السبت، الذي كان شهد تجدد الاشتباكات الحدودية بين الهند وباكستان، فقد ظلت الهند ترفض الوساطة التي قدمتها عدة دول، وتبين أنها عروض تهدئة وخفضٍ للتوتر.
السفير الهندي في موسكو ”فينكاتيس فارما“، الذي يوصف بأنه من أبرز الدبلوماسيين للهند، قال في مقابلة مع وكالة نوفستي، يوم السبت، إنه لا داعي للوساطة؛ لأن الأمور تميل للتهدئة، وأن الأمر يعتمد على التصرفات الباكستانية.
ونفى السفير الهندي أن تكون روسيا قدمت طلبًا رسميًا للتوسط، مؤكدًا أن بلاده لم تتسلم أي طلب رسمي بهذا الخصوص. مضيفًا: ”وحتى لو تسلمنا هذا العرض فإننا لن نقبله“.
ونقل الموقع الإخباري الهندي عن مصادر مسؤولة، أن الجهود الرئيسية التي بذلت للتهدئة جاءت من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية وروسيا، مشيرة إلى التمييز بين محاولات خفض التوتر وبين مبادرات الوساطة التي لم تتسلم الهند أي طلب رسمي بشأنها.
يشار إلى أن عواصم عديدة أعلنت هي الأخرى عن عروضها للوساطة، بينها إيران وتركيا اللتين تتحفظ عليهما الهند، كما قيل، لمعرفتها أن البلدين ضالعان في دعم الإرهاب الذي تقول الهند إنها تعطي أولوية لمحاربته. وفي دلهي من يؤكد أن ”جيش محمد“ الذي قصفته الطائرات الهندية الأسبوع الماضي، له صلات موثقة مع تركيا، وبالتالي فإن عرضها للتوسط هو من نوع البحث عن دور وموضع قدم إضافي على الأرض في وسط وشرق آسيا.
التباس الموقف الروسي
صحيفة ”ذي هندو“ الهندية نقلت تفاصيل المكالمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي، يوم الخميس الماضي، جاء فيها أن بوتين عرض على مودي ”المساعدة في محاربة الإرهاب“. وقالت الصحيفة إن الرئاسة الهندية رأت في موقف بوتين تأييدًا للهند في الذي فعلته بقصفها قاعدة ”جيش محمد“ في كشمير التابعة لباكستان.
وتضيف الصحيفة، أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الفيدرالي الروسي، كونستانتين كوزاتشيف عاد وقال إنها “ مستعدة للمشاركة في طاولة مفاوضات ثلاثية، مع باكستان والهند“، وهو الأمر الذي لم ترتح له الهند واعتبرته مقاربة روسية مع باكستان تقلل من أهميّة الالتزام الروسي بمساندة الهند في حربها على الإرهاب.