جوجل تحتفل بعيد ميلاد الشاعر والفيلسوف عمر الخيام
يحتفل محرك البحث الشهير جوجل، بعيد ميلاد الشاعر والفيلسوف وعالم الرياضيات العربي الشهير غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام المعروف بـ "عمر الخيام".
لقب عمر بالخيام، نظرًا لعمله في الخيام، ولد فى مدينة نيسابور، خراسان، إيران ما بين 1048 م، وهو عالم وفيلسوف وشاعر فارسى مسلم، يذهب البعض إلى أنه من أصول عربية.
لم يكشف العالم عبقريته الشعرية في رباعياته إلا بعد 700 سنة من وفاته في نيسابور عام 1123 ميلادية.
وتغيرت حياة الخيام حينما صار صديقه الحميم نظام الملك وزيرا للسلطان السلجوقي ألب أرسلان ثم لحفيده ملك شاه؛ إذ خصص له راتبا سنويا كبيرا من خزينة نيسابور ضمن له العيش في راحة ورفاهية توجه بعدها إلى البحث والتفكير في أمور وأسرار الحياة وكتابة الشعر.
وقد عاش معظم حياته في نيسابور وسمرقند وكان يتنقل بين مراكز العلم الكبرى مثل بخارى وبلخ وأصفهان إلى أن استقر به المقام في بغداد.
للخيام مؤلفات كثيرة منها كتاب "الجبر والمقابلة" باللغة العربية وقد ترجمه العالم فرانز وبكه إلى الفرنسية ونشره سنة 1851 في باريس، كما ترجمه إلى الإنجليزية داود قصير سنة 1931.
ومن كتبه "شرح ما أشكل من مصادرات كتاب إقليدس"، و"الاحتيال لمعرفة مقداري الذهب والفضة في جسم مركب منهما" وفيه طريقة قياس الكثافة النوعية وله كتاب "رسالة في الموسيقى".
وقد تمكن الخيام من حل معادلات الدرجة الثانية، واخترع طريقة حساب المثلثات والمعادلات الجبرية من الدرجة الثالثة، كما برع أيضا في الفلك إذ يعتبر تقويمه الذي أعد أدق من التقويم الجريجوري.
كما أن عمر الخيام وضع تقويما سنوياً بالغ الدقة، وقد تولى الرصد فى مرصد أصفهان، كما وضع نظم المعادلات التكعيبية وحاول حلها كلها، وتخصص فى الرياضيات، والفلك، واللغة، والفقه، والتاريخ، وقد طلب منه السلطان ملكشاه سنة 467 هـ/1074 م مساعدته فى تعديل التقويم الفارسى القديم، وترجع شهرته إلى عمله فى الرياضيات، حيث حلَّ معادلات الدرجة الثانية بطرق هندسية وجبرية، وكان أول من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط، وصاحب الرباعيات المشهورة.
يعتبر الخيام في رباعياته فيلسوفا له رؤيته حول الحياة والممات، والزمان والمادة عنده كلاهما حادثان والحدث متغير وفان، أما الآخرة والمعاد فغيب وكلاهما عنده من المجردات التي يعجز الإنسان عن إدراكها بعقله.
وتثبت بالدراسات أن الشاعر كان معتقدا في البعث والنشور على خلاف الرأي القائل بجحود الخيام ونكرانه.
لقد عد الخيام في رباعياته ماهية البعث والنشور أمرا واقعا، ورغم وجود من يقول ببعث الروح فقط، ومن يقول ببعث الروح والجسد معا فإنه كان مؤمنا إيمانا كاملا بأن الله وحده هو الأول والآخر، وأن الإنسان ضعيف لا يملك إلا الدعاء، وطلب المغفرة متجاوزا بذلك المعرفة المقيدة بالظواهر المادية الكونية والتوسع في إقامة الحجة التي تقوم على حكمة الحق ومشيئة الله.
وترجم رباعيات الخيام عدد من المشاهير في الأدب العربي الحديث، منهم محمد السباعي وعباس العقاد؛ إلا أن أشهر ترجمة هي للشاعر أحمد رامي ولحنها رياض السنباطي، وغنتها أم كلثوم.
ويرى أكاديميون أن أحمد رامي ليس مترجما للرباعيات وفقط، ولكنه استلهم أفكارا من فلسفة الخيام ونظمها.
وصاغ رامي كتاباته على شكل مقاطع صغيرة يتكون كل منها أربعة شطور على قافية واحدة ماعدا الثالثة منها، في قالب جديد للقصيدة العربية أقرب للزجل منه إلى الشعر العمودي.
كما ألهمت الرباعيات بجمالها عددا كبيرا من الشعراء والكتاب خاصة العرب بعد أن ترجمت إلى العربية حوالي 15 مرة وتأثر بها شعراء من أجيال النهضة وبالذات شاعرا المهجر الكبيرين إيليا أبو ماضي، ونسيب عريضة اللذان استلهما مضمون الخيامية وما تحمله من شك وحيرة وقلق.
وتأثر بالخيام الشاعر الإنجليزي فيتز جيرالد الذي ترجم أعماله ليطلع الأوربيون والأمريكيون والهنود على نبوغه وإن كانت الصورة التي قدمت عن الخيام صورة ماجنة حسب الدارسين، وبالإضافة إلى ذلك نجد الشاعر البنغالي الشهير القاضي نذر الإسلام أكبر المتأثرين الدارسين لفكر الخيام وإليه تعود أهم موضوعات الخيام التي كتبت بالنبغالية، كما انتشرت أغاني هذا الشاعر بصورة مدونة في القرن العشرين في طاجيكستان وترجمت إلى غالب لغات الاتحاد السوفياتي سابقا.
ومن مؤلفات عمر الخيام "شرح ما أشكل من مصادرات كتاب إقليدس، الاحتيال لمعرفة مقدارى الذهب والفضة فى جسم مركب منهما، رسالة فى الموسيقى، وتوفى ما بين 1123 و1124 م.