أيادي إيران وقطر في انتخابات الحكومة العراقية تفتضح (تقرير خاص)

الأربعاء 5 ديسمبر 2018 21:28:00
أيادي إيران وقطر في انتخابات الحكومة العراقية تفتضح (تقرير خاص)






تدور شكوك كبيرة حول أسباب تواجد قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني أمس في بغداد، تزامناً مع عقد جلسات البرلمان الخاصة بإكمال الكابينة الوزارية لحكومة عادل عبدالمهدي، والتي فسرها سياسيون أنه تواجد من أجل دعم قائد مليشيا الحشد الشعبي السابق فالح الفياض، الموالي لإيران، من أجل الظفر بمنصب وزير الداخلية.
وقال علي السنيد، القيادي في "ائتلاف النصر"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، في تصريحات صحفية أنه “حسب المعلومات التي وردت إلينا فإن قاسم سليماني تواجد أمس في بغداد من أجل الضغط لتمرير فالح الفياض لحقيبة وزارة الداخلية، لكن هذه التدخلات رُفضت ولم يتحقق ما أراده سليماني ولن يتحقق، فالإرادة العراقية هي الأقوى”.
وأضاف السنيد، أن “تحالف الإصلاح الرافض لتسمية غير مستقلين للوزارات الأمنية، يرفض أي تدخلات خارجية من أي دولة كانت بخصوص القرار العراقي”.
وحذر مراقبون، من المخاطر التي قد يتعرض لها السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري بعدما استطاع مجددًا هزيمة الحلف الإيراني القطري لتشكيل الحكومة، حيث رفض استكمال الكابينة الوزارية بشخصيات موالية للخارج جاءت بأموال قطر وإيران، مؤكدين أن الصدر أصبح في مهب العاصفة، وأن الدوحة وطهران لن يتركاه في حاله وهناك مخاطر جدية تهدد حياته.
ويواجه عادل عبدالمهدي رئيس الوزراء العراقي، عدة عراقيل لاستكمال تشكيل حكومته بسبب ما أحدثه التنافس الشيعي – الشيعي بين أكبر كتلتين يتزعمهما مقتدى الصدر وهادي العامري الذي يقود فصيلا مدعوما من إيران، ليتحوّل الجمود السياسي في البرلمان  الذي طالت مدته أي منذ ستة أشهر على الانتخابات من معركة سنية – شيعية إلى صراع شيعي شيعي بعناوين سياسية هامة لا يخرج فحواها عن سياقات من يظفر بحقائب وزارت السيادة، وخاصة وزارة الداخلية المرشح إليها فالح الفياض إحدى أذرع إيران في العراق والذي تتمسك به طهران.
وقال الخبير في الشأن العراقي عصام المطيري في تصريح خاص لـ"المشهد العربي"، أن هناك ضغطًا إيرانيًّا قطرياً يدفع لتسمية الفياض وزيرًا لحقيبة الداخلية العراقية، مؤكداً أن تحالف سائرون يرفض أي تدخلات خارجية من أي دولة كانت، والقرار العراقي هو الأقوى، وجلسة يوم أمس كانت شاهدة على ذلك”.
وبين الياسري، أن "تحالف سائرون مصراً على أن يكون وزيرا الداخلية والدفاع من الشخصيات المهنية المستقلة، غير المتحزبة أو المدعومة خارجيًّا، وبخلاف تلك الشروط لن تمرر أي شخصية، مهما حصل من ضغوطات وتدخلات خارجية".
وأظهرت صور بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وجود قاسم سليماني في جامع أم الطبول وسط العاصمة العراقية بغداد، في ضيافة مفتي أهل السنة والجماعة المقرّب من إيران الشيخ مهدي الصميدعي.
وأخفق رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، أمس الثلاثاء، في تمرير باقي تشكيلته الوزارية داخل البرلمان؛ بسبب الخلافات العميقة بين الكتل السياسية بشأن المرشحين.
وأرجأت رئاسة البرلمان العراقي جلسة التصويت على المرشحين إلى الخميس المقبل؛ إثر فشل انعقاد الجلسة لبضع مرات؛ نتيجة عدم اكتمال النصاب القانوني لعدد الأعضاء الحاضرين المقدر بـ165 من أصل 329 هم إجمالي عدد النواب، وفق مصادر عراقية مطلعة.
وبتأجيل التصويت في البرلمان على كامل الحكومة يرى مراقبون كذلك أن العراق سيعود إلى حالة الجمود، خاصة أن الخلاف تحوّل من صورته السابقة بين السنة والشيعة  إلى خلاف بين فصائل شيعية.
وقال ضياء الأسدي وهو من كبار مستشاري الصدر، رغم الصعوبات التي يواجهها رئيس الوزراء في ترشيح وزيري الداخلية والدفاع فعليه أن يستكمل هذا التشكيل وتقديم الأسماء. وإلا فلا يمكن لحكومته فعلا أن تستمر على هذا الحال..
ورغم أن وزارة الدفاع لا تزال شاغرة أيضا فإن العقبة الرئيسية هي وزارة الداخلية خاصة مع تشبّث كتلة العامري في ترشيح فالح الفياض الرئيس السابق لفصائل الحشد الشعبي الشيعية الموالية لإيران.
وأضاف الأسدي إن الصدر سيمهل عبدالمهدي فترة تصل إلى ستة أشهر لتشكيل حكومة كاملة قبل أن يسحب تأييده له.
 ولفت خبراء، أن الأزمة الأخيرة تزيد الأوضاع صعوبة لأن عادل عبد المهدي رئيس الوزراء ألقى بثقله في صف كتلة هادي العامري وخالف الاتفاق معه بأن يختار شخصيات مستقلة ليست محسوبة على الصدر وليست محسوبة عل العامري.