سمومٌ حوثية في مدارس صنعاء.. الكشف عن تحرّك طائفي جديد للمليشيات

الأربعاء 27 فبراير 2019 21:03:00
سمومٌ حوثية في مدارس صنعاء.. الكشف عن تحرّك طائفي جديد للمليشيات

منذ إشعالها الحرب العبثية في البلاد منذ صيف 2014، كالت مليشيا الحوثي الانقلابية كثيراً من اهتماماتها بغرس سمومها الطائفية في عقول الأطفال منذ الصغر، في خطوة أولى تهدف اللاحقة لها إلى الزج بهم في ساحات القتال.

المليشيات أصدرت تعميماً جديداً للمدارس الخاضعة لسيطرتها في صنعاء، وجّهت من خلاله المدراء بتفعيل حصص الريادة، تقدّمها عناصر موالية للانقلابيين، في انتهاك صارخ للوائح التعليمية التي تنص على أن يختص رائد الفصل (المعلم) بإدارة حصة الريادة الأسبوعية.

في العموم، فإنّ حصة الريادة تستهدف توجيه سلوك الطلاب ودعم القيم الدينية لديهم لإكسابهم خبرات ومهارات تساعدهم على التعامل مع المواقف المختلفة فى الحياة العادية، لكنّ المليشيات الحوثية باتت تستخدمها من أجل غرس سمومها الطائفية بين الأطفال.

ولا يقتصر الدور الحوثي على المدارس فقط من أجل نشر هذه "السموم"، فقد بيّن تقريرٌ أصدره مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية مؤخراً، توسّع المليشيات في إجراء عملية "حوثنة" للمجتمع اليمني في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

تستخدم المليشيات المساجد والمنابر الدينية وتقوم بتحويلها إلى مراكز طائفية تخدم أفكارها المستقدمة من إيران، كما أخذت عملية "التطييف الشيعي" تكتسي طابعاً مؤسسياً، حيث تقوم المليشيات بتغيير المناهج والكتب المدرسية بشكل جذري، وفرضوا أيديولوجياتهم، كما أضفوا طابعاً طائفياً على مناهج التاريخ والدين.

وتفرض المليشيات الحوثية هذه الحرب الطائفية بهدف تفخيخ عقول النشء منذ سن صغيرة بأفكارهم الهدامة، كما تعمل على استغلال النواب الخاضعين لها في صنعاء، لتمرير قانون إنشاء صندوق لدعم التعليم الطائفي؛ لتسخير الأموال التي ستجنيها للإنفاق على طباعة الملازم الخمينية، وتمويل عناصرها الذين فرضتهم في مفاصل العمل التعليمي والتربوي.

وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، فإنّ يحيى الحوثي شقيق قائد المليشيات الحوثية المعين من قِبلهم وزيراً للتربية والتعليم في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، يضغط على النواب الموجودين في صنعاء من أجل تمرير قانون إنشاء الصندوق الذي يريد تحويله إلى رافعة مالية لتحقيق أهداف الجماعة الطائفية.

كما عمدت المليشيات - عبر "ملازم الخميني" - إلى غرس بذرة الطائفية في وعي النشء لخلق جيل جديد بقناعات طائفية سوداء، لا يعترف ببلده، ويكون ولاؤه الأوحد وانتماؤه العقائدي لإيران بصفتها وطنه الأم ومرجعه الديني.

وخلال العامين الماضيين، أجرت المليشيات تعديلات كبيرة على المناهج التعليمية في عدد من المواد الدراسية، منها مادة الثقافة الإسلامية لطلاب الجامعات اليمنية، حيث أدخلت على المناهج التعليمية الكثير من الدروس ذات الصبغة الطائفية المستنسخة من التجربة الإيرانية، في خطوة وصفت بأنها تهدف تدمير للهوية والنسيج والسلم الاجتماعي في اليمن.

يتفق ذلك مع ما جاء في تقرير مركز صنعاء، الذي أوضح أنّ المليشيات قامت بنشر الأيديولوجية الحوثية في المخيمات الصيفية لأطفال المدارس، فيما وضع الانقلابيون كاميرات مراقبة بشكل منتظم في المساجد التي يؤمّها خطباء غير منتمين مذهبياً المليشيات، مشيراً إلى أنّها قامت في شهر رمضان الماضي، بمنع المساجد من بث صلاة التراويح على مكبرات الصوت.

يتفق ذلك مع ما جاء في تقرير مركز صنعاء، الذي أوضح أنّ المليشيات قامت بنشر الأيديولوجية الحوثية في المخيمات الصيفية لأطفال المدارس، فيما وضع الانقلابيون كاميرات مراقبة بشكل منتظم في المساجد التي يؤمّها خطباء غير منتمين مذهبياً المليشيات، مشيراً إلى أنّها قامت في شهر رمضان الماضي، بمنع المساجد من بث صلاة التراويح على مكبرات الصوت.

وبيّن أنه في العام 2018، أجبر الانقلابيون، الموظفين الحكوميين على حضور "دورات ثقافية"، حيث يستمعون إلى خطابات قائد المليشيات عبد الملك الحوثي ومؤسسها حسين بدر الدين الحوثي.

وكثّفت مليشيا الحوثي أيضاً، من ضغوطها على موظفي المنظمات غير الحكومية الدولية، ووجه مكتب رئيس ما يُسمى بالمجلس السياسي الأعلى، بحظر إصدار أو تجديد تراخيص أي منظمات غير حكومية أو اتحادات أو نقابات أو مؤسسات أو جمعيات، مع السماح باستثناءات طارئة، ما يعني ضمنا المنظمات المرتبطة بالحوثيين، وفق التقرير.