أنور مالك لـ المشهد العربي: رحيل نظام بوتفليقة هو الأفضل للجزائر (حوار)

الخميس 21 مارس 2019 01:27:07
أنور مالك لـ "المشهد العربي": رحيل نظام بوتفليقة هو الأفضل للجزائر (حوار)

أكد الإعلامي الجزائري أنور مالك، أن الشعب الجزائري، لم يعد لديه أي ثقة في النظام الحاكم بالبلاد حاليًا، مشددًا على أن عبدالعزيز بوتفليقة ليس الحاكم الفعلي الذي يقود البلاد.

وأضاف في حواره لـ"المشهد العربي"، أن رحيل النظام الحالي هو الأفضل للجزائر، موضحًا أن أكبر خدمة قدمتها واشنطن لطهران هو احتلال بغداد وتمكين عملاء الولي الفقيه من السلطة

- اتخذ الرئيس الجزائري بوتفليقة العديد من القرارات الهامة مؤخرًا.. ما تعليقك عليها؟
إذا كانت هذه القرارات اتخذت من قبل لكانت جيدة، لكن بعد خروج الشارع لم تعد ذات معنى كبير، في ظل شارع لم تعد مشكلته مع الرئيس بقدر ما مشكلته مع حاشيته، لذلك صار إقناع الشارع بمثل هذه القرارات صعب للغاية، وخاصة أن الجزائريين لم تعد لهم أدنى ثقة في الحكومات وحتى النظام الحاكم في عمومه، وما زالت لديهم ثقة في الجيش فقط، ونتمنى أن يحافظ عليها، لذلك يجب أن تكون هناك قرارات أكثر جرأة لكسب ود الشعب الجزائري في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

- هل كانت قرارات أخرى أكثر صوابًا لم يتخذها النظام الجزائري الحاكم حاليًا؟.. ولماذا؟
المرحلة الانتقالية كانت لديها سبل أخرى أنجح وأقنع، ومن بينها لو طبقت المادة 102 من الدستور قبل استدعاء الهيئة الناخبة وحتى بعدها لا مشكلة، المهم إتباع السلطات للطرق الدستورية وليس الدخول في وضع غير دستوري، ومع رئيس جديد منتخب ديمقراطيا يعلن خيار انتقالي لإعادة بناء مؤسسات الدولة.

غير أن حاشية الرئيس التي صار الجزائريون يطلقون عليها تسمية عصابة، ما زالت تراهن على خيارات تفكيك الشارع من داخله، وربح الوقت عبر طريق طويل ينتهي في الاخير بتغيير النظام لجلده، وهو ما رفضه ولفظه الشارع، وتفطن له مسبقا ولا يمكن أن يقبله أبدًا حسب ماهو واضح لحد الآن.

- هل يُعتبر عبد العزيز بوتفليقة هو الحاكم الفعلي للجزائر؟
الحاكم الفعلي للجزائر ليس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ولكن شقيقه (السعيد بوتفليقة)، الذي نجح خلال فترة قليلة، في صناعة حاشية تابعة له، مكونة من جنرالات وساسة ورجال أعمال هيمنوا على الدولة ومفاصلها ويسيرونها باسم الرئيس الذي لا حول الله له ولا قوة.

- هل يحتاج الجيش الجزائري إلى تغيير بعد الحراك الأخير بالبلاد؟
بالفعل الجيش يحتاج إلى بعض التغييرات على مستوى القادة فقط، وهذا شأن يخص الجيش ولكنه في الوقت ذاته، لم ينساق الجيش إلى استعمال القوة نحو الجزائريين، بل وتعهد بالحفاظ على أمن الشعب والبلاد، ويحظى الجيش باحترام الجزائريين ولذلك يراهنون عليه للعب دور مفيد ونافع ومنقذ للبلاد، وأعتقد أن هذا ما سيكون في قادم الايام، وخاصة أن مواقف المؤسسة العسكرية لهذه اللحظة تستحق الاحترام، ويكفي ما عبر عنه الجزائريون في مظاهراتهم وعبر شبكات التواصل.


- وجه كلمة لكبار الساسة بالجزائر؟
على الجميع أن يكونوا في مستوى التحديات القائمة والقادمة، والتماهي مع مطالب الجماهير هو الحل، فالشعب لم يطلب المستحيل، والنظام الجزائري في حاجة للتغيير فعلا، فقد صار خطر على الدولة، والوضع السياسي يجب أن يفرز معارضة أخرى وسلطة أخرى ورأي عام آخر، كي تسير سفينة البلاد نحو شاطئ الامان.

- ما ردك على تصريحات الرئيس الفرنسي بشأن الأزمة الجزائرية؟
ما يجري في الجزائر هو شأن داخلي في بدايته ومساراته ونهايته، وتعاليق الدول طبيعي تحدث في مثل هذه الازمات، ولكنها ستغدو غير مقبولة إن جاءت بمنطق الوصاية أو التدخل في الشؤون الداخلية، فالجزائري قد يتخاصم مع حاكمه بل وصل الأمر للحرب في التسعينات، لكنه لم ولن يقبل أن تتدخل الدول في شؤونه وخاصة فرنسا التي لدى الجزائريين حساسية منها، والشارع يؤمن يقينا أن القرار الجزائري في فترة سابقة صار يصنع في الاليزيه، ويكفي انه في حرب التسعينات ورغم ما حدث لم يسمح لاي كان ان يتدخل، فحتى الجماعات المسلحة ورغم ارهابها لم تسمح للاجانب ان يقاتلوا معها، وتم رفض طلب بن لادن للالتحاق بجبال الجزائر.

وعلى الرئيس الفرنسي أن يتعامل مع الشأن الجزائري بمنطق دولة ذات سيادة وليس بمنطق الوصاية عليها، فقد مضى ذلك الزمن وانتهى.

- هل يرحل نظام بوتفليقة في الفترة المقبلة.. رغم التطورات الأخيرة؟
رحيل النظام الحالي هو الأفضل للجزائر، لأنه حكم البلاد 20 عامًا، ولم ينجح في كسب ود الجزائريين، واستفاد من خزينة الدولة بأكثر من ألف مليار دولار.

- ما توقعك للأزمة القطرية في الفترة المقبلة.. وما هو الحل الأمثل لها؟

المبادرة الكويتية هي أبرز الحلول وأفضلها على الإطلاق وأطالب بإتاحة الفرصة مجددًا لأمير الكويت لحل الأزمة، ولكن على نظام الدوحة القبول بها وأن يكون لديه نوايا حسنة تجاهها، وتجاه دول الرباعي العربي.

- برأيك.. لماذا لجأت إيران للعراق بعد تضييق الخناق عليها من قبل أمريكا؟
العراق منذ الغزو الأمريكي وهو عبارة عن مزرعة خلفية لنظام الملالي، وأكبر خدمة قدمتها واشنطن لطهران هو احتلال بغداد وتمكين عملاء الولي الفقيه من السلطة، فالهيمنة الايرانية على المؤسسات والثروات العراقية قائمة منذ 2003 ولذلك من الطبيعي لدى نظام الملالي التحرك في العراق وسوريا واليمن ولبنان، في مثل هذه الظروف المعقدة التي يمر بها، في ظل عقوبات أمريكية شديدة ستدمر الاقتصاد حتما مع استمرارها سواء بهذه الوتيرة أو بتصعيدها.

التحرك الإيراني في العراق يأتي في إطار سياسة الملالي القديمة والمتجددة حيث يسعون دائماً إلى أماكن خارجية فيحركون أدواتهم من أجل الضغط على المجتمع الدولي، لذلك لا نستبعد أن تقوم منظمة حزب الله الإرهابية بمغامرة جديدة مع «إسرائيل» ولا نستبعد أن يغامر الحوثيون تجاه باب المندب أو بأمور أخرى خاصة ضد بلاد الحرمين، كما لا نستبعد مغامرة الحشد الشعبي تجاه آبار النفط في العراق وغيره.