مغازلة جوتيرتش لهادي.. هل تنهي التوتر بين الشرعية والأمم المتحدة؟
"علاقاتنا هي مفتاح الحل".. مختصرٌ لرسالةٍ مطولة، حاول من خلال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرتش مغازلة الرئيس عبد ربه منصور في العلاقة التي قسمها جدارٌ مسدودٌ بين مع "الشرعية" بفعل صمت المنظمة الدولية أمام ممارسات وانتهاكات مليشيا الحوثي الانقلابية.
رسالة جوتيرتش التي أرسلها اليوم السبت، جاءت في محاولة من قِبل المسؤول الدولي لترميم العلاقات بين المنظمة والشرعية، بعدما كان هادي قد اتّهم المبعوث الأممي مارتن جريفيث بأنه انحاز إلى صف المليشيات، بعد مباركته لخطوة الحوثيين في إعادة الانتشار في موانئ الحديدة.
"الأمين العام" أكّد في رسالة اليوم، حرص المنظمة الدولية على العلاقة مع الحكومة للتوصُّل إلى حل سلمي للأزمة بناء على المرجعيات الثلاث، كما أعرب عن شكره لهادي على استقباله وكيل الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو.
ورحب جوتيريش بالنقاش الصريح والمفتوح الذي دار خلال اللقاء بين هادي والمسؤولة الأممية، وقال إنّ كافة الشواغل التي أثيرت في رسالة هادي قد أعيد التأكيد عليها وتسليمها كوثيقة، وتم أخذها بعين الاعتبار.
وثمّن "الأمين العام" المرونة والتعاون الذي أظهرته الحكومة اليمنية، وقال إنَّ العلاقة بين المنظمة والشرعية هي مفتاح الحل، وأكّد الشراكة مع "الشرعية" في التوصل إلى الحل السلمي المنشود بناء على المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والقرارات الأممية ذات الصلة.
رسالة جوتيرتش الراغبة في ترميم العلاقات بين الأمم المتحدة والحكومة تشير ربما إلى محاولة من قِبل المنظمة الدولية لاستعادة ثقة الشرعية، لا سيّما في ظل ما كُشِف مؤخراً، بأنّ جريفيث يُخطّط لعقد لقاء مع الحكومة.
في الوقت نفسه، تحدَّثت مصادر مطلعة عن أن رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة مايكل لوليسجارد، يُخطط لعقد ثالث اجتماع مشترك يضم وفدي الحكومة اليمنية والانقلابيين الحوثيين، وأن يُعقد الاجتماع على متن السفينة الأممية التي تعد مقراً لبعثة المراقبين.
لجنة تنسيق إعادة الانتشار استطاعت جمع الطرفين مرتين خلال الفترة الماضية، في الوقت الذي استمرت فيه اجتماعات رئيسي اللجنة (الجنرال الهولندي باتريك كومارت، وبعده الدنماركي لوليسجارد)، مع الطرفين تجري بطريقة غير مباشرة، عبر اجتماعات أحادية مع كل طرف على حدة.
وفيما وُصفت بأنّها خطوة نحو إعادة عملية السلام إلى مسارها ولو بعض الشيء، قدَّم جريفيث إفادةً أمام مجلس الأمن قبل أيام، فخلافاً وخلافاً لما قيل في السابق إنّ المليشيات انسحبت من موانئ الحديدة الثلاثة، أشار جريفيث إلى أنّ لجنة تنسيق إعادة الانتشار، التي أُنشِئت بموجب اتفاق استوكهولم، تابعت التعاون البنَّاء مع الجنرال مايكل لوليسغارد، بشأن خطط المرحلتين الأولى والثانية من عمليات إعادة الانتشار خلال الأشهر المنصرمة.
وأضاف أنّ رئيس لجنة إعادة الانتشار في الحديدة الجنرال مايكل لوليسجارد لا يزال يشعر بالتفاؤل بإمكانية الوصول إلى اتفاق حول مرحلتي إعادة الانتشار وفقاً لما اتفق عليه الطرفان في السويد، وعلى الأخص ما يتعلق بآلية التحقق الثلاثية.
إفادة المبعوث الدولي بيَّنت أنَّه عند حل المشكلات العالقة، يمكن البدء بعملية التنفيذ المشترك التي ستتيح للطرفين إمكانية التَّحَقُّق الكامل من تنفيذ جميع عناصر إعادة الانتشار بما فيها تلك العناصر التي سبق تنفيذها.