إعلام الإصلاح في تركيا.. نارٌ تحت الرماد
من قلب تركيا، المعروف نظامها بدعم جماعة الإخوان الإرهابية، تبث أكثر من قناة موالية لحزب الإصلاح، بات شغلها الشاغل ليل نهار، استهداف التحالف العربي وكيل الاتهامات والإدعاءات ضده يوماً بعد يوم.
أحد الأبواق الإعلامية الإخوانية التي تُبث من مدينة إسطنبول استضافت قيادياً إخوانياً، عرفته بأنّه نائب في البرلمان يقيم في تركيا، يدعى شوقي القاضي، حتى أخذ يكيل الاتهامات ضد التحالف.
"القاضي" الذي يُنفِّذ أجندة إخوانية طبقاً لولائه السياسي، اتهم التحالف بأنّه سبب تأخر الحسم العسكري في الحرب على المليشيات الحوثية، بل اتهم التحالف بأنّه قصف قوات كانت في طريقها لتحرير صنعاء.
تصريحات الإخواني القاضي التي تحمل هذياناً إخوانياً غير مستغرب، تزامن مع حملة مخططة كشف من خلالها حزب الإصلاح عداءه للتحالف، من خلال بث الأكاذيب وإلقاء الاتهامات جزافاً.
التحالف الذي تدخّل قبل أربع سنوات لإنقاذ اليمن من إرهاب وعدوان الانقلاب الحوثي، يراه القاضي بأنّه انحرف عن مساره ويسعى لتمزيق اليمن.
لم تمر هذه التصريحات كما أراد صاحبها أن تمر ضمن مؤامرة "الإصلاح" الراهنة التي تستهدف التحالف هذه الأيام، لكنّ "القاضي" واجه طوفاناً من الهجوم، الذي فضح جرائم "الإصلاح" في الحرب الدائرة مع الحوثيين.
لعل الجريمة الأهم، وربما الأكثر فداحة، هي التقارب الإخواني مع الحوثيين، وعلى ما يبدو فإنّ القاضي وهو يتهم التحالف العربي بتأخير حسم الحرب بل وعرقلة التحرك نحو صنعاء، تناسى أنّ حزبه منخرطٌ في تحالف سمعته سيئة مع المليشيات الانقلابية.
ويقود هذا التحالف بين الحوثي والإصلاح، نائب الرئيس الجنرال علي محسن الأحمر، وهو قيادي إخواني نافذ يتخذ "الشرعية" غطاءً للتستر على ما يجمع بين المليشيات والإخوان.
هذا التحالف تتمدّد أواصره وتتكشف فضائحه يوماً بعد يوم، ومن بين ما فُضِح في هذا السياق، صفقات التسليح بين مليشيا الإصلاح وشقيقتها الحوثية.
وكانت معلومات قد انتشرت قبل أسابيع، أفادت بأنّ حزب الإصلاح يُجهِّز لصفقة أسلحة أغلبها ذخائر في تعز، يتم تجهيزها لبيعها للحوثيين من قِبل حزب الإصلاح، وقد كشفت مصادر في هذا الصدد أنّ إتمام هذه الصفقة سيكون عبر افتعال حرب وهمية، يتم التصوير بأنّها اندلعت بين الحوثي والإصلاح في جبهة كلابة، إلا أنه سيتم بيع الأسلحة للانقلابيين.
في دليل آخر، تمكّنت القوات الجنوبية، في نهاية مايو الماضي، من أسر عددٍ من عناصر الإصلاح المنسوبين إلى قوات الجيش والموالين مباشرةً إلى نائب الرئيس علي محسن الأحمر، ويقاتلون إلى صفوف مليشيا الحوثي في جبهة الضالع.
المصادر أكّدت أنَّ هذه العناصر تخضع بشكل مباشر لنفوذ وتعليمات الجنرال الإخواني النافذ في الشرعية، وتبيّن أنّ أغلبهم من محافظتي مأرب وتعز، واتضح كذلك أنّهم مُسجَّلون جميعاً في مناطق عسكرية تابعة لجيش الشرعية.
وفيما يتعلق بعمليات التهريب، يُنظر إلى الجنرال الأحمر بأنّه "رأس الأفعى" التي حقّقت أرباحاً خياليةً من وراء جرائم تهريب الأسلحة، فالرجل يتستر تحت غطاء الشرعية، في وقتٍ تورّط في الكثير من عمليات تهريب الأسلحة إلى المليشيات الحوثية التي يُفترض أن يعاديها باعتباره الذراع اليمنى للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وشكّل الأحمر تكتلات عسكرية تحت لواء "الشرعية" لاستئناف جرائم التهريب والمخدرات والإرهاب التي كان يستفيد منها.