مليشيا الحوثي تخفف ضغوطات الداخل بتوسيع دائرة جرائمها بالخارج
بالرغم من أن مليشيا الحوثي الانقلابية تتمركز بارتياحية في عدد من محافظات الشمال، غير أنها تواجه مأزقا شديد التعقيد بالجنوب، بعد أن وصلت الحالة العسكرية لمقاتليها إلى أدنى مستوياتها بفعل الهزائم المتتالية التي تتلقاها على يد القوات الجنوبية، الأمر الذي دفعها لتوسيع دائرة جرائمها خارجيا بما يظهرها أمام أنصارها في صورة المنتشي.
تحقق مليشيا الحوثي من خلال عملياتها الإرهابية التي ترتكبها خارج البلاد أكثر من هدف، أولها أن أصداء تلك العمليات تكون على المستوى الإقليمي والدولي وتكسب من خلالها ود طهران التي بحاجة لها في ظل التضييق الأمريكي عليها، بالإضافة إلى أنها تسعى لاكتساب سمعة دولية بما يشي على قدرتها الوصول إلى أهداف بعيدة، ويعطيها قوة في أي مفاوضات سياسية باعتبارها طرفا قويا ولا يستهان به، في وقت تتلقى الهزيمة تلو الأخرى على يد أبطال الجنوب.
وكذلك فإنها تسوق من خلال ارتكابها جرائم إرهابية على المستوى الإقليمي بأنها مازالت لديها قدرات تمويلية تساعدها على السيطرة في المناطق التي تتواجد فيها، في وقت تعاني فيه أزمة مالية عاصفة منذ أن تقلص الدعم المالي الإيراني والذي جرى استبداله بدعم قطري لا يحقق قوة الدفع التي كانت تحققها إيران من خلال خبرائها العسكريين المخضرمين في ارتكاب العمليات الإرهابية.
وبالتالي فإن تكرار استهداف مطار أبها، والذي جرى مساء اليوم، يصب في ذلك الاتجاه، وبالرغم من ضعف تأثير الحادث لكن مليشيا الحوثي سعت من خلاله التأكيد على قدرتها القيام بعمليات إرهابية، في ظل حالة التفسخ الداخلي الذي تعانيه على وقع الخلافات ما بين قياداتها وخسارتها لعدد كبير من القيادات العسكرية في معارك الضالع، وفقدانها القدرة على إدارة المعركة وفقا لخدمة مصالحها.
وأكد التحالف العربي أن هجوماً إرهابياً وقع من قبل المليشيات الحوثية على مطار أبها الدولي في السعودية، مشيرا إلى أن الهجوم أسفر عنه وفاة مقيم سوري وإصابة 7 مدنيين.
وشدد التحالف على استمرار استهداف مليشيا الحوثي مطار أبها الذي يمر من خلاله يومياً آلاف المسافرين المدنيين من مواطنين ومقيمين من جنسيات مختلفة.
وكان قد جدد مجلس الوزراء السعودي مؤخراً استنكاره للأعمال والممارسات الإرهابية وغير الأخلاقية، التي تقوم بها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين وآخرها المقذوف الذي استهدف صالة القدوم بمطار أبها الدولي، والطائرات بدون طيار باتجاه المطار نفسه ومحافظة خميس مشيط.
فيما عبرت اللجنة الرباعية التي تضم كلاً من السعودية، والإمارات، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، عن قلقها بشأن التوتر المتصاعد في المنطقة والخطر الذي يشكله النشاط الإيراني المُزعزع للسلام والأمن في اليمن والمنطقة بأسرها بما في ذلك الهجمات على ناقلات النفط في الفجيرة.
ومن جانها أدانت دولة الإمارات الهجوم الإرهابي الحوثي الذي استهدف مطار أبها السعودي، وجددت دولة الإمارات تضامنها مع السعودية ووقوفها مع الرياض ضد كل تهديد لأمن واستقرار المملكة.
وكذلك أدانت مملكة البحرين اليوم الأحد، الهجوم الإرهابي الذي استهدف مواقف سيارات مطار أبها الدولي في المملكة العربية السعودية.
وقالت وزارة الخارجية البحرينية إن المنامة تجدد موقفها الثابت والداعم للسعودية ضد كل من يحاول استهداف أمنها واستقرارها سواء المليشيات الحوثية أو غيرها.
وأضافت وزارة الخارجية أن البحرين تدعو المجتمع الدولي للتصدي لممارسات إيران التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.