أبناء هادي.. رقص وفساد على جثث الأبرياء
في جميع الدول التي شهدت ثورات الربيع العربي، كان الهدف الأول هو إيقاف التوريث ودعم التداول الديمقراطي، وبالرغم من تعثرات تداول السلطة، غير أنها نجحت في إيقاف التوريث، أو على الأقل توارى أبناء الرؤساء عن الأنظار لحين استقرار بلدانهم، غير أن الوضع كان مختلفاً بالنسبة لليمن، إذ أن أبناء الرئيس عبدربه منصور هادي، ظلوا في الصورة ولكن بفسادهم وتصرفاتهم التي تثير الجدل بين الحين والآخر.
وتداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، اليوم الاثنين، فيديو قالوا إنه لنجل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وقائد قوات الحماية الرئاسية العميد ناصر هادي، وهو يرقص بحفل في المملكة.
ويظهر العميد ناصر في الفيديو وهو يتناول نبتة "القات"، ويرقص على أنغام أغانٍ يمنية برفقة ضابط أمن الرئاسة عبد الله حسين المخلوس والمرافق الشخصي للرئيس هادي، عبدالله محمد القاضي وعدد من القيادات اليمنية، حسبما ذكر المغردون.
وانتقد بعض النشطاء، الفيديو معتبرين أنه "يعكس الوجه الآخر لساسة البلاد" في اليمن الذي يعاني ويلات الحرب منذ ما يقارب خمسة أعوام.
وبدا ظهور أبناء هادي في الصورة، بعد أيام قليلة من توليه مهام منصبه في العام 2013، إذ انتقد البعض تدخل جلال نجل الرئيس اليمني الانتقالي عبد ربه منصور هادي في شؤون الدولة، واتهمته بانتهاج نفس السيناريو الذي اتبعه أحمد نجل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح خلال فترة حكم والده.
وقاد تلك الحملة في ذلك التوقيت عدد من قيادات الإخوان وعلى رأسهم علي محسن الأحمر وقناة الجزيرة القطرية بما يشي أنه لم يكن على هوى هؤلاء، أو أنهم كانوا يحاولون تحسين صورتهم باعتبارهم رافضين للفساد، ونشرت صحف تابعة للأحمر تصريحات على لسان مصادر سياسية في ذلك التوقيت شددوا فيها على ضرورة أن يضع هادي "خطوطا فاصلة بين العمل الأسري وإدارة الدولة في هذه المرحلة الحساسة بالذات، وأعتقد أن تعيين نجله سفيرا أو قنصلا أو ملحقا ثقافيا من شأنه أن يخرس كل هذا الجدل، ويرمم الثغرات الواسعة التي أحدثها هذا الموضوع في شعبيته".
أبناء هادي ظهروا مرات أخرى كان أبرزها في وقت إقالة أحمد عبيد بن دغر، رئيس الحكومة السابق، خلال شهر أكتوبر الماضي، بعد أن أحاله هادي للتحقيق في وقائع فساد، إذ قالت مصادر قريبة من الرئاسة أن بن دغر، زار هادي في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض عقب ساعات من قرار إقالته واحالته إلى التحقيق، ودخلا في خلافات وتبادلا اتهامات بالفساد، حيث اتهم بن دغر أبناء الرئيس هادي بالفساد ونهب المال العام وطالب بمحاكمتهم.
وخلال الذكرى الخامسة لانتخاب هادي، في شهر فبراير الماضي، ثار جدلا جديدا حول دور أبنائه، وخصوصاً نجله جلال، في الحياة السياسية باعتباره هو الأكثر تدخلاً في الشؤون السياسية، حيث يتدخل ويساعد والده في العديد من المهام المرتبطة بالرئاسة من أمن وإعلام وملفات تواصلات مختلفة.
وأشارت مصادر محلية إن جلال متهم باستغلال مناصب والده لعلاقات محلية وتجارية وتعيينات، تثير غضب مسؤولين آخرين في الحكومة، ومن ذلك التدخلات في العاصمة عدن، حيث تتوجه اتهامات لجلال بأن له علاقة ببعض التعيينات والملفات الإدارية المرتبطة بتوفير المشتقات في عدن.
بدأ دور جلال بالصعود منذ سنوات في صنعاء، عندما كان يُتهم بتأسيس العديد من المواقع الالكترونية الإخبارية ذات الطابع الهجومي على المنتقدين لسياسة والده، ويتهم بإدارة العديد من الاستثمارات وقضايا فساد إلا أن المدافعين عنه ينفون هذه الاتهامات.
ووجه ناشطون حملة اتهامات ضد جلال هادي، بأنه يتدخل في مهام وزير المالية ومحافظ البنك المركزي في عدن وبأنه على علاقة برجل الأعمال المعروف أحمد العيسي، ومن ذلك يقول عادل باشراحيل، أحد الناشطين في عدن بتغريدة له إن "جلال هادي والعيسي بنفوذ الشرعية سيطروا بقوة على جميع مشاريع الاستثمار والعمران والصفقات التجارية مختلفة بدعم وشراكة مع حيتان مافيا حزب الاصلاح".