تحالف أهل الشر.. كيف يرتبط الإخوان بالحوثيين فكريًا وسياسيًا؟
يمثّل التقارب بين الحوثي و"الإصلاح" أحد أبشع صنوف الحرب التي يشهدها اليمن منذ خمس سنوات، إذ يعمل حلف المليشيات الانقلابية ونظيرتها الإخوانية على تأزيم الوضع لتحقيق مصالح كل منهما.
هذا التقارب ذي الوجه الإرهابي، قائم على ارتباط فكري وسياسي بين الإخوان والحوثيين، كشف روابطه الشيخ بدر العامر باحث في الجماعات والاتجاهات الفكرية.
العامر قال إنَّ التيارات الإسلامية الحركية في طريقة بنائها التنظيمي لا تختلف عن الحركة الماركسية كثيرًا، وأنَّ كلَّ الحركات الإسلامية تحمل الفكر الإخواني، وإن تبدلت مسمياتها، مستشهدًا بحضور أفكار سيد قطب وحسن البنا في أدبيات زعيم الحركة الحوثية حسين الحوثي، وموقف الإخوان المتضامن مع إيران فكريًا وسياسيًا في الفترة الحالية.
العامر خلال محاضرة علمية بحسب وسائل إعلام سعودية، نشأة هذه التيارات، وقال إنها دخلت في حركة التدين، وأن أكثر البسطاء لم يفرقوا بين حركة التدين الأيدولوجية وبين حركة التدين السليمة، إذ إنَّ الأول سيَّس الفكر والدين لأغراضه الخاصة، وحرص على هدم الكيانات السياسية التي يطلقون عليها الكيانات الاستبدادية تحت مسمى الوحدة الإسلامية، في ظل أولويات الإطار والحكم السياسي.
وشدَّد العامر على أنّ هذه الحركات وبخاصةً الإخوانية، تتفق مع الإمامية الأثنى عشرية في جعل الإمامة أصلًا من أصول الدين وإشاعة مقولة "إن غاب الحكم غابت الشريعة".
وحذَّر من أنَّ غياب نقد تلك الحركات قد يؤدّي إلى إشكالية تحويل الفكرة من كونها فكرة إلى اعتقاد، ومن ثمَّ تسليم بها، مشيراً إلى أنَّ المملكة لم تسلم من تغلغل الفكر الإخواني في زمن الصحوة، وأنَّ جزءاً منها جمع بين الحركية الإخوانية بغطاء وشعار سلفي كالسرورية، وتغيير أسلوبها بما يوائم اهتمام السلفية في قضايا الاعتقاد والتوحيد، وتحويل خطاب الدعوة إلى توظيف وغايات سياسية.
وأوضح أنَّ القتال والجهاد تحت ذريعة إعادة الأمة الإسلامية لسابق عهدها حاضرٌ بقوة في الفكر الإخواني على وجه الخصوص، وكذلك إعادة زمن الخلافة، واستغلال وتوظيف بعض الأحاديث التي جاءت في السياق الخبري لأغراضهم السياسية.
وكشف العامر الموقف الإخواني المعادي من مفهوم الدولة الوطنية وإطلاق مسميات عديدة عليها منها "الوثنية"، لافتاً إلى فشل التيارات الإسلامية الحركية في الحكم كما حدث في مصر وأفغانستان وغيرها لعدم تمييزها بين وعي الجماعة والدولة وعدم اهتمامها بالبُعد التنموي والثقافي والفكري وتركيزها على بعض التطبيقات المتشددة.
ورأى الباحث أنَّ إشكالية التيارات الإسلامية الحركية الكبرى تتمثل في اعتقادها أنَّ لديها الحق المطلق، مناديًا إلى إطلاق مشروع يصحح ويفند الاتهامات التي تربط ديننا وبلادنا بالعنف وفكر تلك التيارات وإرساء أن الإسلام دين رحمة وهداية وأن نبينا- صلى الله عليه وسلم- رشح السلم على الحرب، والاهتمام بنقد ما يتضمنه فكر التيارات، وذلك على الجانبين الشرعي والثقافي.
التقارب الحوثي الإخواني حافظ على سريته لفترات، لكنه في الفترة الأخيرة انفرط عقد كتمانه، وهذا يرجع على ما يبدو إلى المخاطر الكبيرة التي تهدد بعصف مستقبل الإخوان، وهو موقف استدعى من الجماعة حتى أن تقدم الأدلة والبراهين على تحالفها مع الحوثيين مقابل أن تحاول خلط الأوراق على النحو الذي تحاول من خلاله تحقيق مصالحها الضيقة.
وكانت معلومات قد انتشرت قبل أسابيع، أفادت بأنّ حزب الإصلاح يُجهِّز لصفقة أسلحة أغلبها ذخائر في تعز، يتم تجهيزها لبيعها للحوثيين من قِبل حزب الإصلاح، وقد كشفت مصادر في هذا الصدد أنّ إتمام هذه الصفقة سيكون عبر افتعال حرب وهمية، يتم التصوير بأنّها اندلعت بين الحوثي والإصلاح في جبهة كلابة، إلا أنه سيتم بيع الأسلحة للانقلابيين.
في دليل آخر على التحالف بين الحوثي والإصلاح، تمكّنت القوات المسلحة الجنوبية، في نهاية مايو الماضي، من أسر عددٍ من عناصر الإصلاح المنسوبين إلى قوات الجيش والموالين مباشرةً إلى نائب الرئيس علي محسن الأحمر، ويقاتلون إلى صفوف مليشيا الحوثي في جبهة الضالع.
المصادر أكّدت أنَّ هذه العناصر تخضع بشكل مباشر لنفوذ وتعليمات الجنرال الإخواني النافذ في الشرعية، وتبيّن أنّ أغلبهم من محافظتي مأرب وتعز، واتضح كذلك أنّهم مُسجَّلون جميعاً في مناطق عسكرية تابعة لجيش الشرعية.