التصعيد الحوثي الإيراني والإرهاب الإخواني.. الحرب تبلغ مرحلة الحسم
رأي المشهد العربي
شهدت الفترة الأخيرة، تصعيداً ملحوظاً في الهجمات الإيرانية التي ترتكبها مليشيا الحوثي ضد أهداف مدنية، لا سيَّما في المملكة العربية السعودية، وهو تصعيدٌ لن يأتي في صالحهم، بل ينذر بالقضاء على أذرع طهران وفي مقدمتها "الانقلابيون"، من قِبل التحالف العربي.
تعمل إيران على استفزاز التحالف من خلال هذه الهجمات الإرهابية، ومع سقوط مدنيين ضحايا جرّاء هذه الهجمات تفرض المرحلة المقبلة تغييراً في التعاطي مع المليشيات الحوثية، والعمل على شن عمليات نوعية ضد أذرع إيران، تستأصل هذا الخطر الذي تخطَّى كل الخطوط الحمر.
وفي الوقت الذي يقدم فيه التحالف جهوداً كبيرة في التصدي للخطر الحوثي، بات ملاحظاً في الوقت نفسه أنّ "الشرعية"، المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، لا تضع الحرب على الحوثيين في مقدمة المشهد، بل رسَّخ حزب الجماعة الإرهابية أجندته الضيقة التي يسعى من خلالها إلى تحقيق مآربه دون غيرها.
التحالف وهو يُصعِّد من المواجهة العسكرية أمام المليشيات الحوثية مدعوماً بقرارات دولية عديدة، بات في الوقت نفسه بحاجة إلى التصدي للعبث الناجم عن ممارسات "الإصلاح"، وتسبُّبه في تأخير الحسم العسكري ضد المليشيات.
حزب الإصلاح، أطلق في الفترة الأخيرة حملات إعلامية حادة عمد خلالها على محاولة تشويه التحالف والتقليل من جهوده وترويج الأكاذيب عنه، وهو ما يفرض ضرورة التصدي لكل هذا "العبث" الناجم عن السياسات الإخوانية.
آلة "الإصلاح" الإعلامية كثَّفت الهجوم على التحالف عبر الأذرع السياسية للجماعة الإرهابية ومن ورائها كتائبه الإلكترونية، وقد وصل الأمر إلى التهديد باختفاء السعودية والإمارات كما ورد على الناشطة الإخوانية توكل كرمان (متطرفة الفكر والهوى)، في لهجة عدوانية لا تقل عن تلك التي دأب على استخدامها العدو الحوثي.
هجوم "الإصلاح" لا شك أنه ينصب في خدمة المليشيات الانقلابية وليس هذا فحسب، بل إنه يفضح كم التقارب الإخواني الحوثي.
هذا التقارب الذي حافظ على سريته لفترات، قد انفرط عقد كتمانه، وهذا يرجع على ما يبدو إلى المخاطر الكبيرة التي تهدد بعصف مستقبل الإخوان، وهو موقف استدعى من الجماعة حتى أن تقدم الأدلة والبراهين على تحالفها مع الحوثيين مقابل أن تحاول خلط الأوراق على النحو الذي تحاول من خلاله تحقيق مصالحها الضيقة.
أهمية تصعيد العمليات العسكرية بشكل حاسم ضد الحوثيين لا تختلف كثيراً عن ضرورة التصدي للاختراق الإخواني للشرعية، حيث يقدم "الإصلاح" خدمات هائلة للمليشيات الانقلابية، تُعضِّد من التحالف بينهما.