استئناف مفاوضات الحديدة.. حضر غريفيث وغاب هادي!
رأي المشهد العربي
قبل شهر تقريبًا قاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي حملة دبلوماسية لاستبعاد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، غير أن طلبه واجه رفضا أمميًا بعد أن تمسكت الأمم المتحدة بمارتن غريفيث ودافعت عنه بل أنها لم تقدم التنازلات المطلوبة لإقناع الشرعية بعودة التعامل معه مرة أخرى، بل أن غريفيث عاد مؤخرا لاستئناف مفاوضات الحديدة في غياب الرئيس هادي.
منذ 16 يونيو الجاري أعلنت الرئاسة اليمنية سفر عبدربه منصور هادي إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء فحوصات طبية وصفتها بالروتينية، لكن ما سبق ذلك السفر كان له دلالات أثارت شكوكا لدى البعض، هذه الشكوك بدأت باستقالة خالد اليماني وزير الخارجية في أعقاب هجوم هادي على غريفيث وعدم تعيين بدلاً منه حتى الآن، كما أن البعض فسر لقاء هادي بالسفير السعودي في اليمن قبل سفره بأن الزيارة قد لا تكون علاجية.
تعددت التفسيرات والشائعات حول الرئيس اليمني هادي ولكن يبقى أن هناك واقعا في الوقت الحالي وهو أن غريفيث عاد لاستئناف مهام عمله وأن هادي ليس موجودا في الصورة، بل أن الأدهى من ذلك أن غريفيث استقبل بحفاوة بالغة من نائب الرئيس علي محسن الأحمر في الرياض وبدا كأن شيئا لم يكن، حتى أن المباحثات انتهت من دون الاتفاق على آليات واضحة تثبت تصحيح مسار اتفاق الحديدة.
ظهور نائب الرئيس المعروف بتنسيقه المتكرر مع المليشيات الحوثية أثلج صدر غريفيث الذي كان يخشى أول لقاء مع الشرعية في أعقاب الأزمة الأخيرة، لكن بدا أن علي محسن الأحمر بدد هذه المخاوف وخرجت الصور والتصريحات لوكالات الأنباء في محاولة لأن تبرهن على أن العلاقة لم يشوبها شائبة، وذلك على أنقاض المواطنين الذين يواجهون تصعيدا حوثيًا في الحديدة ارتكانا على الارتباك السائد في صفوف الشرعية.
ويرى مراقبون أن عمل المبعوث الأممي وتواصله مع علي محسن الأحمر باعتباره الرأس الأولى في الشرعية في ظل غياب هادي يعد أمرا مريحا بالنسبة إليه فهو أمام شخص يجيد المراوغات ولكن ليس في مواجهة مليشيا الحوثي بل في مواجهة المواطنون الأبرياء، كما أن غريفيث يجد في أذرع الإصلاح بالشرعية هدفا مهما بالنسبة إليه في ظل التقارب بين المليشيات الإيرانية والإخوان ارتكانا على التقارب بين طهران والدوحة.
ملخص الأمر أنه لا أمد لحلول سياسية ناجزة في الحديدة، واستمرار التفاوض على هذا الوضع يعطي فرصة أخرى للمليشيات الإيرانية التي تنظر إلى جميع تلك التحركات بارتياحية كبيرة لأنها تواصل تصعديها من دون أن تواجه أي عقوبات، كما أنها نجحت في أن تحقق أكبر قدر من المراوغة منحها قدرة على توجيه الهجمات بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من الخسارة.
والأربعاء الماضي، أعلنت الرئاسة اليمنية استئناف التعامل الكامل والإيجابي مع جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث، وذلك بعد أن رفض منصور هادي في أواخر مايو الماضي استقبال غريفيث، وأعقب ذلك بخطاب للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يشكو فيه “تجاوزات” المبعوث الأممي.