مفتي الإرهاب.. أشعة الموت تشرق من شمس الحوثي
في الوقت الذي بدأت فيه الأمم المتحدة تعديل خطابها بشكل ما ضد الخروقات التي ترتكبها المليشيات الانقلابية، لإلزامها على الانخراط والموافقة على الالتزام ببنود اتفاق السويد، عمد الحوثيون إلى التصعيد ضد المنظمات الدولية.
المليشيات الحوثية صعَّدت ضد برنامج الأغذية العالمي على خلفية اتهامه لها بعرقلة نشاطه وسرقة المساعدات من أفواه الجياع، وما تلا ذلك من تعليق جزئي لأنشطته في مناطق سيطرة الانقلابيين.
مفتي المليشيات شمس الدين شرف الدين أصدر فتوى تحريضية على قتل موظفي البرنامج، إذ اعتبره أداةً للتجسُّس والتخابر، وذلك خلال خطبة له من على منبر أحد المساجد في صنعاء.
وتشير التحليلات إلى أنّ هذه الفتوى تطلق يد مسلحي الحوثيين لاستهداف مئات الموظفين العاملين مع برنامج الغذاء العالمي، باعتبارهم مخبرين وجواسيس، وهو الأمر الذي يُعتقد أنه سيزيد من حدة الأزمة المتفاقمة بين المليشيات والبرنامج الأممي.
في الوقت نفسه، شنَّ محمد علي الحوثي عضو ما يُسمى "المجلس السياسي الأعلى" هجوماً مضاداً على برنامج الأغذية العالمي، قائلًا إنّ أصبح مسيّساً ويجعل من الغذاء سيفاً مصلتاً لتهييج المشاعر ضد الانقلابيين، إلى جانب زعمه أنّ البرنامج يرسل رسائل نصية عبر الهواتف إلى المستفيدين تحرّض ضدهم.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط، إنّه هروباً من حقيقة قيام المليشيات بسرقة المساعدات الغذائية وعرقلة وصولها وسعي البرنامج الأممي لوضع حد لذلك في مناطق سيطرة الميليشيات عبر إقامة قاعدة بيانات للمستفيدين واعتماد نظام بصمة العين، صرّح القيادي الحوثي بأنّ ذلك يخالف عادات المجتمع والقانون، على حد زعمه.
قبل ذلك، زعم المتحدث باسم المليشيات محمد عبد السلام أنَّ المنظمات الدولية والأممية في مناطق سيطرة الحوثيين تعمل مع أجهزة مخابرات دولية تبيع معلوماتها وبياناتها وإحداثياتها للتحالف العربي تحت عنوان العمل الإنساني، مستخدمة أسوأ أنواع الخداع والتضليل.
واتساقاً مع دفاع قادة الجماعة عن فسادها جاءت الفتوى الدينية لتزعم على لسان مفتي الجماعة أن برنامج الأغذية العالمي يقوم بأدوار استخباراتية في صنعاء والحديدة يتم خلالها تحديد مواقع قادة الميليشيات الحوثية لمصلحة تحالف دعم الشرعية والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
وكان مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي قد هاجم خلال جلسة مجلس الأمن الأخيرة سلوك المليشيات تجاه عمل البرنامج بما في ذلك سرقة المساعدات وعرقلة وصولها وتوزيعها وتعريضها للتلف، وذلك قبل أن يلجأ البرنامج إلى تعليق جزئي لأنشطته في مناطق سيطرة المليشيات قبل أيام.