جولة جريفيث الثلاثية.. بين القناعات الجديدة وعين التحالف الحمراء
رأي المشهد العربي
"موسكو وأبو ظبي ومسقط"، عواصم ثلاث سيزورها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث هذا الأسبوع، في محاولة لتحريك المياه الراكدة التي أغرقت اتفاق السويد، بحثاً عن حل سياسي للأزمة المستعصية.
جريفيث قال إنّ سيزور الدول الثلاث هذا الأسبوع للمضي قدمًا بعملية السلام في اليمن، وأكّد أنّه مصمّم على التوصّل إلى حل سياسي شامل للنزاع، تلتزم به جميع الأطراف.
المبعوث الأممي أبدى تفاؤلاً بإمكانية الوصول إلى حل سياسي حاسم، لكن لا يُعرف أين مصدر هذا التفاؤل، فالأشهر الستة الماضية كان يفترض أن تُرسِّخ أساساً لحل الأزمة بعد التوصل لاتفاق السويد في ديسمبر الماضي، إلا أنّ الخروقات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الانقلابية أفرغت هذه الجهود من محتواها.
طائرة جريفيث قبل أن تحط في الإمارات أو روسيا أو عمان، يتوجَّب أن يسبق ذلك تغييراً في قناعات الدبلوماسي البريطاني، فالفترة الماضية شهدت صمتاً مريباً من الأمم المتحدة تجاه الخروقات الحوثية، وبالتالي لم يعد من المقبول استمرار هذه الانتهاكات الذي كان الغرض هو الوصول إلى حل سياسي.
جريفيث مطالبٌ أيضاً بالنظر إلى التصعيد الإيراني - الحوثي ضد أهداف مدنية في الفترة الماضية، لا سيّما الهجمات التي تعرَّضت لها منشآت مدنية في المملكة العربية السعودية وفي مقدمتها مطار أبها الدولي، وهي هجمات أكَّدت الوجه الإرهابي للمليشيات الانقلابية التي تمثل ذراعاً في حوزة طهران، يستوجب استئصاله.
الجانب الآخر من الاتفاق يتمثل في "الشرعية" التي تؤكِّد بين حينٍ وآخر التزامها بهذه البنود والانخراط تحت أي محاولة لإحداث حلحلة سياسية.
لا يبتعد الشق السياسي عن "العسكري"، ففي الوقت الذي يتوجَّب فيه الالتزام بالعمل السياسي فإنَّ التحالف العربي عليه كذلك إظهار العين الحمراء للانقلابيين عبر استهدافات نوعية لمواقع حوثية تخرج منها الطائرات والصواريخ المعادية، وهو حقٌ مشروع للتحالف رداً على الاعتداءات وسلسلة العدوان الحوثي، متعدِّدة الحلقات.