مسرحية إخوانية في سقطرى.. عباءة الشرعية التي يرتديها الإصلاح
عندما يحل صباح غدٍ الأحد في سقطرى، سيكون آلاف الناس على موعدٍ مع مشهدٍ من تلك الرقصة التي اعتادوا على رؤيتها، سيرون عناصر حزب "الإصلاح" يتلفحون بغطاء الشرعية، يتاجرون بهمّ القضية، ويدعون سعيهم نحو الاستقرار.
مشائخ سقطرى دعوا لتنظيم مسيرات غداً الأحد، وقالوا إنّها من أجل دعم شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومساندة المحافظ (الإخواني) رمزي محروس.
"المسرحية" التي يعلن الموالون لـ"الإصلاح" عن عرضها غداً الأحد، لا تنفصل عن لهيب الغضب الذي انفجر في وجه الوجود الإخواني في سقطرى خلال الأيام الماضية، والتي شهدت لفظاً حاسماً لأجندات الإصلاح من هناك.
تحرُّكات "الإصلاح" في سقطرى فضحت المؤامرة الخبيثة التي ينفِّذها الحزب في هذه الجزيرة الهادئة الآمنة، فذراع الجماعة الإرهابية يسعى جاهداً لنقل شرارة التوتر إليها وغرس بذور الفوضى فيها من خلال إشعال صدامات جانبية، تستهدف في المقام الأول محاولة السيطرة على عدد المناطق على غرار تلك الخطة الإخوانية المُطبَّقة في محافظة تعز.
إلا أنّ هذا الحلم الإخواني أصبح يتحوَّل إلى كابوس بفعل الوعي الشعبي الكبير الذي أجهض محاولات "الإصلاح" للسيطرة على موارد الجزيرة الهادئة.
حزب الإصلاح الذي تمكّن من اختراق الحكومة الشرعية وقوات الجيش، ضمَّ سقطرى إلى لائحة المناطق التي يريد السيطرة عليها نظراً لأهمية موقعها وثرائها بالموارد الطبيعية مثل حضرموت وشبوة وغيرها.
هذه السياسة الإخوانية غير مستغربة على الإطلاق، فالحزب الذي يعيث في مناطق عديدة ، إرهاباً وإفساداً يُطبِّق مثل هذه الآليات لتوسيع دوائر نفوذه، وجني أكبر قدر من الأرباح لا سيّما "المالية".
المحافظ الإخواني رمزي محروس هو جزء من كل هذه الأحداث التي تجري، فالرجل أظهر أنّه أقسم على يمين الولاء لدستور الجماعة الإرهابية، وهو ما اعترف به صراحةً أحد القيادات في حزب الإصلاح بسقطرى سالم الشنقبي.
القيادي الإخواني قال إنَّ المحافظ يحاول جاهداً انتهاج سياسة جديدة غير التي سبقها إليه المحافظون السابقون، وهي الانحياز إلى حزب الإصلاح.
الشنقبي وصف القيادي الإصلاحي محروس بأنَّه أكثر المحافظين ذكاءً في إشارة إلى تنفيذه أجندة الإخوان، متوقعاً أنّه سيكون أكثرهم بقاءً في الحكم لعدة أسباب، منها أنّه جمع مصادر القوة في البقاء لمدة أطول، كونه اليد الصلبة لتيار الرئيس عبد ربه منصور هادي ومعاونيه من رجل الأعمال أحمد العيسي ونائب الرئيس الجنرال علي محسن الأحمر، وكلاهما من قادة جماعة الإخوان.
وألمح القيادي الإصلاحي، عن دور تيار أحمد العيسي وعلي محسن الأحمر في تعيين المحافظين وسيطرتهما على قرارات "الشرعية" بالقول: "عندما أيد المحافظ سالم عبدالله، المجلس الانتقالي كانت النتيجة غضب الرئيس هادي وتغييره وعندما أيد المحافظ بن حمدون الإمارات كانت النتيجة وقف اتصالاته مع الرئاسة، ولولا وفاته كانت الإقالة قادمة لا محالة".
"محروس" يُنفّذ أجندة إخوانية شاملة، كان آخرها اعتقال الناشط السياسي والإعلامي سعيد عبدالله الضمداد الذي أطلق سراحه في 12 يونيو الجاري، فضلاً عن طلبِه من اللواء مشاة بحري ومدير أمن سقطرى التوقيع الإجباري على تنفيذ أوامره والالتزام بسياسته الدخيلة التي اختلقها من البداية لتشكل في النهاية حماية رئيسية له والجهات التي ترعاه من دون أن يرتبط ذلك بمصالح المواطنين.
كل هذه الممارسات يمكن النظر إليها بأنَّها القشة التي قسمت ظهر البعير، الحافة التي هوت أمامها أجندات وسياسات "الإخوان"، وأمام ذلك سيعود الحزب إلى ذلك السلاح الذي لا يبدو أنّه يجيد غيره، وهو التستر بغطاء الشرعية، إذ يُظهر "الإصلاح" خلالها اصطفافاً يعلم القاصي والداني أنّه مصطنع، يحاول صناعة رأي عام زائف أنّ له شعبية في الجزيرة التي لفظته، أن صوته لا يزال يصدح في ذلك الموقع الذي زأر كالأسود ضد إرهابه وإفساده.
كما أن زيف إعلان "الإصلاح" تبعيته لمسار الشرعية قد تجلّى في الكثير من الخيانات التي امتلأت به سجلات هذا الحزب الإرهابي، سواء بالتحالف مع الحوثيين، أو الهروب من الجبهات، أو التحريض على دول التحالف العربي مثل السعودية والإمارات.