حنكة الانتقالي السياسية حائط صد أمام محاولات إثارة الفوضى بالجنوب
كشفت الحالة التنظيمية للمظاهرات التي خرجت في محافظتي شبوة وسقطرى بدعوات من المجلس الانتقالي الجنوبي على أن الحنكة السياسية والتنظيمية للمجلس قادرة على أن تكون حائط صد أمام محاولات إثارة الفوضى في محافظات الجنوب، بعد أن وظفت الشارع بشكل سلمي للوقوف في مواجهة المؤامرات التخريبية للإصلاح.
أضحى الانتقالي الجنوبي قادراً على توجيه بوصلة الأوضاع في محافظات الجنوب لصالح حمايته من الأطماع الإخوانية والحوثية، إذ أنه أعد العدة العسكرية لمواجهة الإرهاب الحوثي في الضالع، بعد أن جهًز القوات الجنوبية ودعمها بكل ما أوتي من قوة بل أنه أشرف بشكل مباشر على العمليات التي تنفذها القوات المسلحة الجنوبية على الجبهات، ما اَشعر القوات بأن هناك سند سياسي داعم لها.
وكذلك فإن الأمر تكرر بعد محاولات الإصلاح اختراق محافظات الجنوب، فكان حاضرا في الوقت المناسب بعد أن برهن على شعبيته من خلال طوفان المظاهرات التي وجهت رسالة سياسية بالغة الأهمية إلى أذرع الإخوان في الشرعية بأن الجنوب له سيف يحميه، هذا السيف يتمثل في الشعب الذي نزل إلى الشوارع لحماية أرضه والمجلس الانتقالي باعتباره الوعاء السياسي الذي يحتضن هذه الكتل الجماهيرية.
لم يتورط المجلس الانتقالي في العنف مثلما أراد الإصلاح، بل أن دعواته مازالت حتى الآن تؤكد على السلمية باعتبارها السلاح الأقوى بيده في ظل التأييد الشعبي الجارف، ولكن في المقابل فإنه جاهزا للتعامل مع أي محاولات لإثارة القلائل الأمنية، ويحاول الذهاب إلى سقطرى وشبوة إلى بر الأمان بعيدا عن مؤامرات الإصلاح والتخلص منها من دون ذرة دماء.
وجاء اجتماع هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم لترد الجميل إلى المواطنين الذين استجابوا لها، بعد أن قدمت التحية لأبناء المحافظتين الذين خرجوا للتعبير عن رفضهم للمشاريع الإخوانية التي يحاول أن يمررها حزب الإصلاح تحت غطاء ما تسمى بالشرعية، جاء ذلك خلال اجتماعها الدوري الأسبوعي، اليوم الأحد برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس.
وجدد الاجتماع وقوف قيادة المجلس الانتقالي إلى جانب أبناء الشعب الجنوبي، محذراً من استمرار التمادي في اختبار صبر الشعب، مؤكداً على أن كل محاولات الإخضاع والتزييف، لن تُجدي نفعاً أمام الإرادة الجنوبية التي تسير بثبات نحو الحرية والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
وناقش الاجتماع، التقرير المُقدم من لجنة الحوار الجنوبي-الجنوبي، ونتائج اللقاءات التي عقدتها اللجنة ضمن المرحلة الثانية من الحوار، مع مختلف الهيئات والمكونات والأحزاب السياسية الجنوبية.
وأشاد الاجتماع بالنتائج الإيجابية التي حققتها جلسات الحوار، مثمّننا الجهود التي قدمتها الهيئات والمكونات الجنوبية في سبيل توحيد الكلمة الجنوبية، ومجدداً الدعوة لباقي الهيئات والمكونات التي تخلفت عن المرحلتين الأولى والثانية بأن تلحق بركب الحوار الجنوبي خلال المرحلة القادمة، فالجنوب لن يكون إلا بكل ولكل أبنائه.
واستعرض الاجتماع، أيضا لائحة التدريب والتأهيل التي قدمتها الدائرة التنظيمية في الأمانة العامة لهيئة الرئاسة، وفي الصدد شدد الاجتماع على أهمية إيلاء كادر المجلس كل الرعاية والاهتمام وتدريبه وفق أسس علمية صحيحة تتواكب مع ما ينتظر المجلس من تحديات ومهمات وطنية كبيرة.
وفي ذات السياق، أكدت قوات النخبة الشبوانية على أن صبرها قد بدأ ينفذ، ولن تتحمل المزيد من الخروقات الأمنية لمليشيات الإخوان المدعومين من مأرب، مشددة على أنها ستتصرف بكل جدية وقوة، وفقا لما يتطلبه الوضع الأمني والعسكري في مدينة عتق ولن تنتظر المزيد من الخروقات في المدينة.
وأشارت قيادة النخبة الشبوانية إلى أنه في ظل رفض السلطة المحلية واللجنة الأمنية تنفيذ اتفاق الوساطة، عملت المليشيات الإخوانية على استقدام بلطجية وقطاع طرق من المحافظة الشمالية، إلى معسكراتهم بالإضافة استحداث مواقع عسكرية، ونشر قناصين بمنازل وممتلكات المواطنين داخل المدينة، مما يفضح نواياهم.
وحملت النخبة الشبوانية السلطة المحلية واللجنة الأمنية، مسؤولية السماح للمليشيات الإخوانية بالعبث بأمن مدينة عتق مشيرة إلى أنه قد يؤدي ذلك إلى توابع لا تحمد عقباها، بسبب عدم التزامها بشروط التهدئة ومنع الخروقات التي نفذها الطرف الآخر خلال الأيام الماضية.