المستشفيات تحت سيطرة الحوثي: سجون سرية وثكنات عسكرية ومناطق مفخخة
تبرع مليشيا الحوثي الانقلابية في تحويل المناطق المدنية إلى مستنقعات للدماء تمارس فيها أبشع جرائمها التي لا تتوقف، وتجد في المستشفيات التي هي بالأساس مناطق آمنة للاستشفاء إلى مناطق حربية ومقرات للتعذيب وحقول للألغام، وهو ما أدى إلى إغلاق عدد كبير منها بحسب ما ذكره تقرير صادر عن الأمم المتحدة مؤخرا.
آخر الممارسات القمعية الحوثية بحق المستشفيات كان من نصيب محافظة ذمار، إذ افتتحت المليشيات سجنا سريا جديدا أسفل المستشفى العام “وسط المدينة"، وحولت عدة أماكن في المستشفى منها الطابق السفلي “البدروم” الى سجون سرية.
وقالت مصادر محلية، إن نحو 80 مختطفاً من عدة محافظات يمنية، محتجزون لدى الميليشيات في هذا المعتقل، الذي يخضع لحراسة أمنيه مشدده.
وسبق أن كشفت مصادر حقوقية أن محافظة ذمار التي تشكل نقطة العبور الرئيسية لمناطق جنوب ووسط اليمن نحو صنعاء، تضم ما يقارب من 65 معتقلا، بينها مبان حكومية وقلاع أثرية، بالإضافة لمنازل سكنية تستخدم كسجون سرية للمناوئين لها.
واشارت تلك التقارير إلى وجود أكثر من 3 آلاف مختطف ومخفي قسريا في هذه السجون، بينهم 1668 من أبناء المحافظة ذاتها.
وقبل أيام استهدفت مليشيات الحوثي الإرهابية والمدعومة من إيران مستشفى 22 مايو الحكومي في شارع الخمسين بمدينة الحديدة غربي اليمن، وقال مصدر محلي في المدينة أن المليشيات استهدفت المستشفى بالقذائف المدفعية وبالأسلحة الثقيلة مما أسفر عن اندلاع حريق هائل التهم مخازن وأجزاء واسعة من المستشفى وأتلفت كافة محتوياته .
ويعد هذا القصف تصعيداً خطيراً من قبل مليشيات الحوثي تجاه الهدنة الأممية لوقف إطلاق النار في الحديدة بالإضافة إلى آلاف الخروقات والإنتهاكات اليومية للمليشيا في كافة مناطق ومديريات محافظة الحديدة ، وبذلك يسعى الحوثيون لنسف عملية السلام الأممية وإتفاقية السويد التي ترعاها الأمم المتحدة .
وتشير تقارير حقوقية إلى أن آلاف الأطفال بمحافظتي تعز والضالع يواجهون شبح الموت والخوف والرعب نتيجة قذائف مليشيا الحوثي وهجماتها العشوائية على الأحياء السكنية والمستشفيات، والتي تأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات والجرائم المستمرة ضد المدنيين.
اقتحمت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس، مستشفى دار السلام للأمراض النفسية والعصبية في مدينة الحديدة اليمنية، وقالت مصادر محلية إن المسلحين الحوثيين نصبوا مضادات جوية على أسطح المستشفى، وتمركزوا بداخلها، وحولوها إلى ثكنة عسكرية، واحتجزوا العشرات من كوادرها الطبية والإدارية، بينهم 12 راهبة من جنسيات مختلفة، وأبلغوهن أنهن محتجزات، وسينقلن إلى صنعاء تمهيدا لعودتهن إلى بلدانهن.
وأوضحت المصادر أن الميليشيات الحوثية نقلت 42 مريضا إلى جهة مجهولة، ووضعوا ذخائرهم في أحد مخازن المستشفى، التي انتشر المسلحون بداخلها وعلى أسطحها.
وكان الحوثيون قد حولوا في وقت سابق، مستشفى 22 مايو الأهلي في الحديدة إلى ثكنة عسكرية، ونصبوا أسلحة ثقيلة داخلها وعلى أسطحها.
وقبل نهاية العام المنقضي، اقتحمت مليشيا الحوثي مستشفي دار السلام للأمراض النفسية والعصبية، وحولت أسطحها إلى مضادات للأسلحة، واحتجزوا العشرات من كوادرها الإدارية والطبية، وفي حينها نقلت 42 مريضًا إلى مناطق مجهولة، ووضعوا ذخائرهم في أحد مخازن المستشفى التي انتشر المسلحون بداخلها وعلى أسطحها.
وتشير مصادر تعمل بالمؤسسات الصحية بالحديدة إلى إن مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران حولت المرافق الصحية إلى ثكنات ومقرات لاجتماعات قياداتها باعتبارها مواقع محمية من ضربات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وكشف مدير مكتب الصحة بالحديدة الدكتور علي الأهدل، في وقت سابق، أن المليشيا الحوثية منذ توسعها العسكري خصصت غرفا عسكرية داخل المستشفيات لقياداتها العسكرية، لا سيما تلك الواقعة في المدينة قرب ميناء الحديدة الاستراتيجي.
وأشار المسؤول اليمني إلى أن المليشيا حولت "مستشفى 22 مايو" قبل تفخيخه إلى ثكنة عسكرية، كما خزنت الأسلحة في مستشفيات "العلفي" ومركز "الفشل الكلوي" وشيدت المتاريس في مستشفيات "الثورة" و"السلخانة" و"زبيد".
وذكر المسؤول اليمني أن قذائف وصورايخ مليشيا الحوثي دمرت مستشفى حيس الريفي وأخرجته كليا عن الخدمة، كما استهدفت طاقم الهلال الأحمر الإماراتي الذي تكفل بتأهيله، وقد تسبب ذلك القصف في وفاة عامل بناء متأثرا بإصابته.
ولفت إلى أن صواريخ الحوثي طالت مستشفيات "الدريهمي" و"التحيتا"، إذ لا تزال حتى اللحظة عددا منها معرضة للقنص، ما جعل العاملين بالمستشفيات الريفية يحولون منازلهم كمقرات طارئة لتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمواطنين، فيما تكفل الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان بتوفير العلاجات الدوائية.
ولم تتوقف الجرائم والانتهاكات الحوثية عند ذلك، بل تجاوزت جرائم الحرب إلى مصادرة شحنات الدواء وإرسالها لفرقها الطبية بجبهات القتال، كما أشركت عددا من عناصرها داخل طواقم المنظمات الدولية واستخدمت سيارات وشاحنات المنظمات في تأمين تنقلات قياداتها ونقل الأسلحة من مكان إلى آخر.