الطائرات المسيًرة .. سلاح الحوثيين الذي يلتف حول رقابهم
صعًدت مليشيا الحوثي من عملياتها الإرهابية باستخدام الطائرات بدون طيار (مسيًرة)، تحديدا من أن اشتد الحصار الأمريكي على طهران، في محاولة لتخفيف الضغوطات على حليفتها التي تمولها بهذا السلاح بل وتشرف على عملية إطلاقه، غير أن فشل وصول تلك الطائرات إلى أهدافها ونجاح التحالف العربي في التعامل مع غالبية الهجمات التي شُنت بها، قد يجعل هذا السلاح يلتف حول رقاب المليشيات الإيرانية التي ستجد نفسها أمام خسائر مالية وعسكرية بالغة.
خلال الأيام الماضية نجحت قوات التحالف العربي في إسقاط خمسة طائرات في عشرة أيام فقط، وهو ما يعني أمرين، الأول أن المليشيات الإيرانية تعتمد بشكل أساسي على هذا النوع من السلاح لتحقيق أكبر استفادة بالنسبة لطهران، والأمر الثاني أن التحالف العربي استطاع أن يحجم كثيرا من أخطارها بالرغم من استهداف مطار أبها الشهر الماضي.
ويرى عسكريون أن اعتماد الحوثيين على هذا السلاح تحديدا يرجع إلى أكثر من سبب أولها، ضعف القدرات العسكرية والبشرية للعناصر الانقلابية بعد أن تقلص الدعم الإيراني الوارد إليها بفعل الضغوطات الأمريكية، وبالتالي فإن استخدام هذه الأسلحة التي ليست بحاجة إلى قدرات بشرية يبرهن على حجم الأزمة، وكذلك فإن تلك الطائرات تخزنها المليشيات الإنقلابية بكثافة بعد أن نجحت في تهريبها من طهران عبر ممرات تشرف عليها قوات من الجيش فاسدة تحديدا في مأرب ومررت وصولها إلى صنعاء وصعدة.
الأمر أيضا يرتبط بانخفاض تكلفة تلك الطائرات وبحسب خبراء عسكريين فإن أسعارها تتراوح بين ألف وألفي دولار يمكن الحصول على طائرة درونز قاتلة، فتكلفة هذا النوع من السلاح الذكي منخفضة جدا ويمكن الحصول على مواد تصنيعها من الانترنت.
لكن في الوقت ذاته فإن هذا السلاح قد يرتد في صدور الحوثيين لأكثر من سبب، إذ أنه تكرار الفشل في الوصول إلى الأهداف سيؤدي إلى إضعاف القدرات الحوثية من دون وجود أثر على أرض الواقع، بالإضافة إلى أن الخبراء الإيرانيين المتواجدين حاليا ويعملون على تشغليها قد يكونوا عرضة للانسحاب في أي لحظة حال عدم قدرة طهران الإيفاء بالتزاماتهم المالية، وبالتالي فإن السلاح سيكون بيد الحوثيين من دون القدرة على تشغيله.
وكان المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف «تحالف دعم الشرعية في اليمن» العقيد الركن تركي المالكي ، قد صرح اليوم الاثنين، بأن قوات التحالف تمكنت صباح اليوم، من اعتراض وإسقاط طائرة بدون طيار ( مسيّرة) أطلقتها المليشيا الحوثية المدعومة من إيران من صنعاء باتجاه المملكة، وتم تدميرها بالأجواء اليمنية.
وأوضح العقيد المالكي أن الأداة الإجرامية الإرهابية الحوثية مستمرة في إطلاق الطائرات بدون طيار لتنفيذ الأعمال العدائية والإرهابية باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية، ولم يتم تحقيق أي من أهدافها ويتم تدميرها وإسقاطها، مؤكدا استمرار تنفيذ الإجراءات الرادعة ضد هذه المليشيا الإرهابية وتحييد القدرات الحوثية وبكل صرامة، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
وأوضح أن تلك الاعتداءات:"لم يتم تحقيق أي من أهدافها ويتم تدميرها وإسقاطها، وإننا إذ نؤكد استمرار تنفيذ الإجراءات الرادعة ضد هذه المليشيا الإرهابية وتحييد القدرات الحوثية وبكل صرامة، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية".
من جانب آخر، عبر مندوب ألمانيا لدى مجلس الأمن الدولي، الأربعاء الماضي، عن قلق بلاده من نقل إيران تكنولوجيا الطائرات المسيرة إلى الحوثيين في اليمن، وذلك بعد الهجومين اللذين تعرض لهما مطار أبها السعودي بواسطة تلك الطائرات.
وخلال جلسة لمجلس الأمن لبحث الاتفاق النووي الإيراني، قال المندوب الألماني كريستوف هيوسجن: "نعرب عن قلقنا من نقل إيران تكنولوجيا الطائرات المسيرة إلى الحوثيين في اليمن"، وتابع: "نقل إيران للصواريخ إلى الحوثيين في اليمن انتهاك لقرارات مجلس الأمن".
ويؤكد مراقبون أن إيران هي وراء تطوير الطائرات بدون طيار التي تطلقها هذه الميليشيات من حين لآخر على أهداف بالسعودية ووصولها ليد الحوثيين، وقال إنه لم يكن هناك تمثيل دبلوماسي إيراني في اليمن قبل الأزمة اليمنية ولم تكن هناك خطوط طيران مباشرة بين البلدين، ولكن عقب سيطرة الحوثيين مباشرة، سارت هناك أكثر من 14 رحلة جوية بين البلدين، ومن المرجح أن تكون إيران قد مدت بالفعل أجهزة فنية لصناعة هذه الطائرات إلى ميليشيات الحوثي.