الأخوان فيصل منبوذ من جميع مكونات المجتمع السقطري

الاثنين 8 يوليو 2019 00:08:48
testus -US
أصدر الأهالي والمشائخ والوجهاء والشخصيات الاعتبارية في محافظة أرخبيل سقطرى، بيانا اليوم الأحد، تمسكوا فيه بالتعبير عن آرائهم بطريقة حضارية تحافظ على سلامة الأشخاص والممتلكات العامّة والخاصة، وعبّروا من خلاله عن استيائهم من انعدام الخدمات وسوء الإدارة وفشل السلطة المحلية في إيجاد الحلول للمشكلات، ما يفسر بأن تنظيم الإخوان أصبح فصيلاً مرفوض من جميع مكونات المجتمع السقطري، وأن وجوده بالمحافظة أضحي مٍسألة وقت ليس أكثر.
ويرى مراقبون أنه تجلى في أرخبيل سقطرى الواقع بالمحيط الهندي قبالة السواحل الجنوبية لليمن، بوضوح ملامح حراك شعبي ممانع تنظيم الإخوان الإرهابي الممثل بحزب الإصلاح السيطرة على الأرخبيل وفرض تعاليمها المتشدّدة على سكانه.
وتوسّعت حركة ممانعة الإخوان في سقطرى وبدأت تأخذ طابعا منظّما ومؤطّرا من قبل مشائخ الأرخبيل وأعيانه، وهو ما تجلّى، الأحد، في مظاهرة شعبية شهدتها مدينة حديبو مركز المحافظة، رفعت خلالها لافتات ورُدّدت فيها شعارات رافضة للإخوان ورموزهم، ولوّح خلالها المتظاهرون ببطاقات حمراء في إشارة إلى رغبة الأهالي بطرد التنظيم الإرهابي ومن يمثّله في السلطة المحليّة.
وصدر عن المظاهرة بيان باسم الأهالي والمشائخ والوجهاء والشخصيات الاعتبارية في محافظة أرخبيل سقطرى، تمسّكوا فيه بالتعبير عن آرائهم بطريقة حضارية تحافظ على سلامة الأشخاص والممتلكات العامّة والخاصة، كما ندّد مصدرو البيان بالمساعي الجارية لتقوية دور حزب الإصلاح  الهدّام ولتوطيد سلطاته الهمجية  المتسلطة على الأهالي. 
ورفض الأهالي والمشائخ والأعيان “سياسة حزب الإصلاح في سقطرى والأعمال التخريبية لميليشياته التي تريد أن تنقل الصراع إلى الأرخبيل”. وحمّلوا في بيانهم “سلطة الإصلاح الهمجية” والتي “بسببها آلت الأمور إلى منعطف خطير”، المسؤولية عن تعطيل التنمية.
وجاءت تظاهرة الأحد امتدادا لتظاهرات سابقة شهدتها سقطرى ضدّ تنظيم الإخوان الإرهابي، ومظهرا لحالة الغضب والتوتّر التي أشاعها حزب الإصلاح في الجزيرة التي بدا للحظة أنّها تسلك طريقها إلى التنمية بفعل مساعدات سخية عينية وتقنية تلقّتها من دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويخشى أهالي سقطرى أن تفضي تحرّكات حزب الإصلاح إلى ضرب الاستقرار في جزيرتهم الهادئة، خصوصا وأنّ للحزب سوابق في إشعال توتّرات وصدامات جانبية في مناطق يمنية أخرى بعيدا عن المعركة الأساسية ضدّ المتمرّدين الحوثيين، وذلك بهدف إحكام سيطرتهم على تلك المناطق على غرار ما يقومون به في محافظة تعز بجنوب غرب اليمن.
ويوم الخميس الماضي، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي بأن محافظة سقطرى منكوبة نتيجة للسياسات الكارثية التي تنتهجها سلطة محروس المختطفة من قبل حزب الإصلاح، وذلك وفقا لخيارات الشعب الجنوبي، مشيرا إلى أن السلطة الفاشلة و العقيمة دأبت على عرقلة التنمية و إقصاء الكوادر.
ووجه المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة سقطرى رسالة مهمة لكل أبناء المحافظة وللرأي العام بشأن الأحداث الحالية، مؤكدا على التمسك بمطالب الشعب في أكثر من حشد جماهيري و آخره في تاريخ 27 يونيو 2019م.
ودعا المجلس كافة أبناء المحافظة إلى الخروج بمظاهرات حاشدة و مستمرة ضد سياسات تعطيل التنمية التي تنتهجها السلطة ، و سيقوم المجلس بدعم هذه المظاهرات و حمايتها.
كما أكد على السعي المستمر إلى إقالة المحافظ محروس من قيادة المحافظة ، ومرشد الإخوان فهد كفاين وزيرة الثروة السمكية ـ باعتباره رأس الفتنة في تأجيج الصراع القائم في سقطرى ـ والقبض الجاني الذي تسبب في حادثة إطلاق النار على عصام سعيد.
وشدد على تمكين الشعب خياره وفقا لطموحه المتكررة والتي ناشد بها مرارا في أكثر من حشد جماهيري لأجل تحسين حالته المعيشية ، و بناء مؤسساته المدنية و الأمنية في طريقه للوصول إلى حقه المشروع. 
وطالب المجلس الانتقالي بمعالجة وضع الكهرباء وإعادتها للشركة التي كانت تديرها وفقا للشروط التي تضمن حقوق العاملين في الكهرباءـ مع معالجة كافة الإختلالات الناجمة عن الأوضاع التي شهدتها سقطرى وإعادة الوضع إلى طبيعته. 
وكشفت مصادر محلية عن تنفيذ عناصر تابعة لحزب الإصلاح  لأعمال تخريبية في منظومة الكهرباء في عدد من مناطق محافظة أرخبيل سقطرى، ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن الأهالي، وأكدت المصادر في تصريحات سابقة، لـ"المشهد العربي"، أن أعمال التخريب تمثلت في تدمير  12 عداداً منزلياً، و 14 عمودا كهربائياً، بالإضافة إلى تحطيم 4 محوالات كهربائية.
وتساءل عدد من النشطاء عن دور الأمن في الأرخبيل، وما إذا كانت هناك دوريات ليلية، وكذلك دور رجال التحري والبحث عن هذه الأعمال التخريبية، التي تقوم بها أياد عابثة لا تريد لسقطرى الأمن والاستقرار، ولا لأبنائها العيش في ظل خدمات متوفرة.