موظفو عدن في مواجهة صعوبة الأوضاع المعيشية وفساد الشرعية
تظاهر المئات من الموظفين في العاصمة عدن، اليوم الاثنين، احتجاجا على تردي الأوضاع الاجتماعية والمعيشية للكثير منهم في ظل تأخر الرواتب وعدم قدرتهم على مواجهة صعوبات الحياة، الأمر الذي ينذر بانفجار الأوضاع التي تأخذ في التأزم بسبب انتشار الفساد وعدم التعامل مع المشكلات التي تظهر يوميًا ولا تجد من يتعامل معها.
وبدأ عمال النظافة بمدينة عدن، اليوم الاثنين، إضرابا مفتوحا عن العمل احتجاجا على تأخر صرف رواتبهم، وأكد العاملون في صندوق النظافة أن الإضراب عن العمل سيستمر حتى صرف مرتباتهم المتأخرة.
ويضرب العاملون بقطاع النظافة في عدن بين الحين والأخر، نتيجة لظروفهم المعيشية الصعبة، مطالبين السلطة المحلية في المحافظة بضرورة النظر إليهم، ويمثل عاملو النظافة ركيزة رئيسية في محافظة عدن للمحافظة على نظافتها ولتخفيف من انتشار الأوبئة.
فيما نفذ موظفي مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالعاصمة عدن، اليوم الاثنين، وقفة احتجاجية أمام مكتب الشؤون الاجتماعية وذلك احتجاجا لعدم تلبية مطالبهم و تردي الأوضاع المعيشية، وأكدوا أنهم مستمرون في التصعيد والإضراب عن العمل في ظل تجاهل الجهات المعنية ومسؤولي الحكومة لمطالبهم المشروعة .
وعبر المحتجون في وقفتهم عن مطالبهم و معاناتهم و استيائهم للوضع الراهن والحياة المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار وتدهور العملة، والمعاناة التي ـثقلت كاهل الموظف البسيط.
ودعا المحتجون من موظفي الشؤون الأجتماعية والعمل بالعاصمة عدن السلطة إلى تحمل المسؤولية الكاملة والإسراع في تلبية مطالبهم المشروعة ، داعين جميع شرائح المجتمع والنقابات العمالية والاتحادات بالتضامن معهم.
وتعد تلك المظاهرات استمراراً لما بدأه العديد من الموظفين في أماكن حكومية متفرفة الأسبوع الماضي، بسبب تفشي الفساد، ونظم موظفو المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بعدن أربع وقفات احتجاجية متتالية للمطالبة بإقالة الفاسدين من قيادة المؤسسة.
وطالب الموظفون بإعادة مدير المؤسسة السابق المهندس علوي المحضار، الذي نهض بالمؤسسة خلال الفترة الماضية وقبل أن يتعرض لمضايقات كبيرة من نائبه النافذ والمدعوم من جهات فاسدة داخل المحافظة فتحي السقاف الذي تم تكليفه بقيادة المؤسسة رغم تورطه بقضايا فساد كبيرة.
وطالبت الوقفات الاحتجاجية التي كان آخرها يوم الأحد الماضي، محافظ عدن ورئاسة الوزراء بإلغاء القرار الذي رهن مصير مؤسسة المياه بأيدي الفاسدين مرة أخرى، كما طالبوا بالاستجابة لمطالبهم في إنقاذ المؤسسة المحلية للمياه من الانهيار وحمايتها من الفساد، كونها مؤسسة خدمية بحته وسيتضرر في حال انهيارها مئات الآلاف من الناس بعدن.
تأتي تلك الأوضاع في وقت أكدت فيه منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن الخدمات الأساسية في اليمن، باتت على شفير الانهيار التام مع دخول الحرب في البلاد عامها الخامس، وذكر التقرير أن انقطاع المرتبات أدى إلــى إغـلاق أو تخفيض ساعات عمـل بعـض المرافـق الحيويـة كالمنشآت الصحية والمدارس ومرافـق الميـاه والصرف الصحـي وغيرها مــن الخدمــات الاجتماعيــة الأساسية.
وأشار إلى أن الخدمـات العامـة الأساسـية في البلاد، علـى شـفير الانهيـار التـام، حيـث لـم يعـد هنـاك سـوى 51 بالمئـة مـن إجمالـي المرافــق الصحية ما تزال تعمل بشكل كامل رغــم أنهــا تعاني مــن نقــص حاد فــي الأدوية والمعدات والموظفين.