ألوية الحماية الرئاسية.. أداة الأحمر لإعادة القاعدة إلى الجنوب

الثلاثاء 9 يوليو 2019 01:46:00
testus -US

لا يتوقف "النائب الخائن" علي محسن الأحمر عن محاولاته المستميتة لإثارة القلائل والفوضى بالمحافظات الجنوبية، وكانت آخر استغلاله غياب الرئيس عبدربه هادي منصور ودفعه باتجاه تأسيس ألوية الحماية الرئاسية في حضرموت، في محاولة لإعادة تنظيم القاعدة الذي يشكل جزءاً رئيسيًا من تلك القوات إلى الساحل الذي طهرته قوات النخبة الحضرمية.

وعلى مدار الأيام الماضية تداول نشطاء في ساحل حضرموت أنباء عن عزم الرئاسة اليمنية بدء الاستعدادات لإنشاء ألوية حرس رئاسي بحضرموت، وأنه سيتم الإعلان عنها بالقريب ومتوقع صدور قرار رئاسي بشأنها.

وأثار الموضوع غضب العديد من نشطاء التواصل الاجتماعي بحضرموت الذين عبروا عن استياءهم وغضبهم لهذه الخطوة في ظل وجود قوات النخبة الحضرمية التابعة لقيادة المنطقة العسكرية الثانية كقوة موحدة بحضرموت، إذ أن تلك الألوية لا تخضع لقيادة المنطقة العسكرية في المحافظة .

فيما أكد بعض النشطاء أن حضرموت لن تقبل بمثل هذه القرارات التي تخلق تضارب في القوة العسكرية والامنية وتفريخ أكثر من قوة والتي قد تتسبب في كثير من الصراعات أسوة بالقوات والألوية المختلفة في العاصمة عدن .

ويرى مراقبون أن تأسيس تلك القوات في الوقت الحالي خطر للغاية وقد يتسبب في صراع داخلي بين قوات النخبة الحضرمية المكونة من أبناء حضرموت وقوات الحماية الرئاسية التي غالباً ستتكون من جنود من خارج المحافظة بل والتي تتشكل من مرتزقة يتبعون إلى القاعدة والإصلاح وداعش.

وقالت مصادر عسكرية في حضرموت، إلى أن معلومات تأسيس الألوية في حضرموت تشير إلى أن الأحمر يحاول استقطات عناصر جديدة لتشكل النواة الرئيسية منها، وأنه في سبيل ذلك يصنف الراغبين للالتحاق بها إلى نوعين، الأول لن يتواجد في معسكرات التدريب التي من المقرر افتتاحها في الساحل، وسيحصلون على نصف رواتبهم، والآخر برواتب كاملة ممن ينضموا بالفعل إليها.

وأضافت المصادر ذاتها، إن وزير الداخلية أحمد المسيري استقبل مجموعات كبيرة من المسحلين التابعين للحرس الرئاسي خلال الشهر الماضي، وأنه من هؤلاء المسلحين الذين دخلوا منزل الميسري والتحقو بالحماية الرئاسية عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش مؤكداً انه تم استجلابهم من أبين ومأرب ووادي حضرموت.

ويعود تأسيس تلك الأولوية إلى أغسطس من العام 2012، وأطلق عليها اسم ”ألوية الحماية الرئاسية“، أريد لها أن تكون سلاحًا في يد السلطات اليمنية، التي كانت حينها بين مطرقة قوى أكبر منها تتصارع على الحكم، طرفاها المعلنان، حزب المؤتمر الشعبي برئاسة علي عبد الله صالح، وحزب الإصلاح وواجهته العسكرية، علي محسن الأحمر.

وحملت رياح اليمن التي لا تعرف السكون محسن الأحمر وحزب الإصلاح إلى دهاليز السلطة الشرعية، لتتم هيكلة الألوية وفقًا للمتغيرات الجديدة، لصالح شركاء هادي الجدد في تموقعهم السياسي؛ وإنْ لم تتغير توجهاتهم العابرة لحدود اليمن.

أعاد نجل الرئيس اليمني جلال هادي بعد تحرير المحافظات الجنوبية من قبضة ميليشيات الحوثي، تأسيس ألوية للحماية الرئاسية بإشراف مباشر من قبله، ويقول العارفون، بتشكيل كتائب جلال هادي وعلي محسن الأحمر، إن معيارين أساسيين كانا حاضرين بقوة في اختيار عناصر وقادة تلك الوحدات، هما ”الانتماء إلى مسقط رأس هادي في أبين، أو التبعية لحزب الإصلاح الإخواني“.

وركّز قادة وموجهو هذه القوات اهتماماتهم على جعل العناصر المتواجدة في العاصمة عدن، من أكثر عناصر الأولية الرئاسية ولاءً للإخوان؛ ما يعكس بحسب متابعين ”نية مبيتة لمحاولة فرض هيمنة الجماعة وحلفائها خلال أي تطورات محتملة“.

وتتواتر روايات يسوقها نشطاء يمنيون على أن جلال هادي، المشرف على الألوية ”كان خلال الفترة الماضية، يعمل على تخزين العتاد والأسلحة عبر عمليات تهريب منظمة إلى المعسكرات المتواجدة في مناطق مدنية بعدن“.

ويقول نشطاء يمنيون إن ”ألوية الحماية الرئاسية ومنذ تشكيلها برزت أطماعها ومحاولاتها لرهن الدولة اليمنية، وتضحيات التحالف العربي لتنفيذ مخططاتها في الاستئثار بالسلطة“، وبممارساتها وتحرشها المستمر، بقوات عسكرية تابعة للمقاومة الجنوبية، وشكلت أجهزة الحماية الرئاسية عبئًا على التحالف العربي إذ تدخل في أكثر من موقف لنزع فتيل أزمات تسببت بها.

ومن أشهر المعارك الجانبية التي فجرتها قوات نجل هادي ومحسن الأحمر، محاولتها السيطرة على مطار عدن بالقوة؛ ما دعا التحالف إلى التدخل للبحث عن مخرج توافقي للأزمة، كما قامت ألوية الحماية الرئاسية، لاحقًا، بمنع التنقل بين محافظتي عدن وأبين.

ويغض التحالف العربي، الطرفَ عن تصرفات الألوية الرئاسية التي تسبب له إحراجًا أمام حلفائه في الخطوط الأمامية لمواجهة النفوذ الإيراني، لاعتبارات ربما ترتبط بعدم رغبته في إقحام نفسه بصراعات داخلية، إلا بالقدر اللازم لمنع خروج الوضع عن السيطرة.

وفي ظل هذا الوضع يتساءل نشطاء يمنيون، عن حدود الصبر على ممارسات الألوية التي تحولت إلى ميليشيات، خصوصًا بعد أن حاولت في يناير من العام الماضي فرض سيطرتها على مديريات عدن، ومنعت الناس من الدخول أو الخروج من المدن، واشتبكت مع قوات أمنية في مناطق متفرقة بالعاصمة عدن.

تتكون ”الحماية الرئاسية“ من 5 ألوية، 3 منها تتواجد في العاصمة عدن، بينما الاثنان الآخران أحدهما في مدينة تعز، والآخر في مدينة مأرب، وتنخرط ضمن ألوية الحماية الرئاسية، خصوصاً في اللواءين الثالث والرابع، عناصر من حزب الإصلاح.