سجون الإصلاح.. مسالخ تعذيب في منتصف الليل
"نُميِّز بين صنفين من الجلادين.. هناك الذين قبلوا أن يجعلوا من هذه المهنة القذرة وسيلة للحصول على خبزهم اليومي، وهناك الذين يدافعون بوعي أو بدون وعي عن المواقف الاجتماعية والامتيازات التي تخصهم بها سلطة الأجهزة التي ترأسهم، وكما في كل مكان الصنف الأول يحتمي خلف أدوارهم كمُنفذين، أما الآخرون يجدون مسوّغات لأعمالهم في الترسانة الإيدلوجيّة".
قبل 16 عاماً، جسّد الكاتب السوري ممدوح عدوان في كتابه "الحيونة الإنسانية"، جانباً من انتهاكٍ لجسدٍ في سجنٍ، ليعكس صورةً من حياةٍ "ميليشياوية"، يُلخصها الآن حزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية.
يملك "الإصلاح" العديد من السجون في المناطق الخاضعة لسيطرته ونفوذه لا سيّما في مأرب وتعز، وهي ليست سجوناً بالمفهوم العادي، بل "مسالخ" تؤرخ على إرهاب الإخوان، والتعذيب الهائل التي ترتكبه الجماعة الإرهابية ضد معارضيها.
وأنشأ "الإصلاح" عدداً من السجون الخاصة التي تستقبل معتقلين جدداً بشكل دائم، بتهم شتى، فيما قالت مصادر إنّ سجون مأرب تشهد انتهاكات مروعة، وروى كثيرون ممن اعتقلوا في هذه السجون قصصاً مأساوية لما تعرضوا له.
وتحدًّث نشطاءٌ لـ"المشهد العربي" عن أنّ مليشيا حزب الإصلاح حوَّلت بعض مدارس في تعز إلى سجون، وأنّ فصولاً دراسية باتت تستقبل فوق طاقتها الاستيعابية من السجناء الذين لا يعرف أكثرهم تهمة اعتقاله.
المصادر أوضحت أنّ تعذيب عناصر "الإصلاح" للمعتقلين يتم في منتصف الليل تحديداً، ويستخدم الحزب أشكالاً عديدة في تعذيبهم.
في سياق متصل، أكّد السياسي الجنوبي الدكتور حسين بن لقور امتلاك حزب "الإصلاح" سجوناً سرية في محافظة تعز ومأرب.
وقال لقور عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ليس هناك أكثر كذباً ونفاقاً من الإخوان المسلمين, بعد أن أسرفوا في القتل والتفجيرات من خلال جماعاتهم وأذرعهم الإرهابية وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها عندما اعتقل عناصر إرهابية".
وأضاف: "اليوم في تعز فقط يديرون سجون ليس فيها مئات بل آلاف المعتقلين في سجون دولة الإخوان التعزية فماذا عن مأرب".
اكتب رسالة...