كان غيركم أشطر..!

محمد العولقي

* تعلمون أولادكم في أحسن المدارس، بينما يتعلم أولادنا في العشش وعلب الصفائح، تنامون على النمارق الوثيرة، ونحن ننام على الحصير ونلتحف السماء، تقذفون بنا إلى المحرقة لنكون وقودا لنزواتكم وأرصدتكم ومخططاتكم الشيطانية..
* تتنزهون في كبريات المدن الغربية، فيما أولادنا يتنقلون بين جبهات القتال على لحم بطونهم دفاعا عن الكرامة الجنوبية، نموت يوميا بدل المرة ألفا، وأنتم تنعمون في جنة الخارج، عجبا لكم، حتى فقرنا تطلبون تسديد فواتيره إلى جيوبكم..

* تنامون في فللكم المكيفة، تأكلون المحمر والمشمر، ونحن هنا نقتات على فتات القمامات، تصيفون في فنادق سبعة نجوم، وتبرمون صفقاتكم المشبوهة، وتتركون لنا كوابيس الغلاء، والموت تحت حد سيف صيف لا يرحم..
* أولادكم في الخارج يتعالجون من التخمة في أرقى مستشفيات العالم، وأولادنا في عدن يموتون من الجوع والمجاعة والفقر والمرض..

* تصادقون الدولار واليورو والجنية الأسترليني، فيما نحن هنا نوقع توأمة مع الملاريا والكوليرا والذباب والبعوض..
* نحن في الجنوب نجترح يوميا بطولات وملاحم مع العدو الغاشم، نحارب على جبهات مختلفة، نتمسك بحقنا في البقاء، وأنتم لا هم لكم سوى سرقة بطولاتنا والمتاجرة بدماء شهدائنا..

* تصيفون في بلاد يتزحلق أهلها على الجليد، وتشتون في حدائق (الهايد بارك)، فيما هذا الشعب يصيف على ضفاف المجاري المتفجرة عنوة وموجات الحر الهادرة..
* تلهفون ثرواتنا النفطية بحجة أنكم من أصحاب الذوات وخدام (الوحدة)، في حين ترسلون لنا بضاعتكم المسرطنة لنموت وتعيشوا مع أبنائكم عيشة الملوك..

* تلحقون أولادكم بالجامعات العالمية على حساب جيوبنا، وتعلمون أولادنا الغش والتجهيل والبلطجة، يتخرج أبناؤكم في الخارج دكاترة، ويعمل أبناؤنا في الداخل (بناشرة)..
* تكتنزون أموال هذا الشعب في بنوك سويسرا، تلعبون بالفلوس لعبا، وجبة غداء الواحد منكم توازي ميزانية عدن لعام، في حين يمشي العدني وكل شيء ضده، لا مأكل لا مشرب ولا مأوى..

* أنتم تسرقون مستقبل أجيالنا عيني عينك، تعتقلون الوطن في جيوبكم، تسلبون التاريخ وتزورون في الجغرافيا، والشعب بالنسبة لكم مجرد هامش يصفق لكم عند الدفع الفوري..
* نحن نناضل في ساحات الوغى، ندافع عن الأرض والعرض، أما نضالكم فنضال ناعم في غرف النوم وفي بوفيهات (الماكدونالدز)، تنفذون مع ذويكم بجلودكم وتطلبون منا دفع فاتورة هروبكم وجبنكم..

* بطولاتكم الحمراء في مراقص القاهرة وإسطنبول تملأ الجرائد ومواقع (الملوخية)، وبطولات أبطال الجنوب تهب لنا حياة أخرى لا مكان فيها لهارب أو متخاذل..
* أنتم تغشون الشعب، نعرف بحكم التجارب أنكم كالمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون..

* بعد أن انكشف مستور خيانتكم للأمانة، وبعد أن بعتوا عدن في مزاد (الحوثي)، ثم تحولت أرجلكم إلى مقارع طاسة، تأتون من الأبواب الخلفية لتتاجروا بوصية الشهيد، ولتقرروا مستقبلنا ومصيرنا، ولتخيطوا للجنوب ثوبا على مقاس بطونكم وكروشكم التي لا تشبع، كان زمان يا تجار البشر والحجر، كان غيركم أشطر..!


مقالات الكاتب