رهان النقابة ..!

* لا يختلف اثنان أو ثلاثة أو حتى عشرة على أن الأستاذ القدير عيدروس باحشوان الرجل المناسب الذي يمكنه خلق بيئة إعلامية جنوبية جاذبة للمواهب و الكفاءات، و طاردة للصحفي النطيحة و زميله المتردية و ما تبقى للقطط من فضلات.
* و إذا كان الأستاذ عيدروس باحشوان الخيار المنطقي القادر على إخراج الإعلام الجنوبي من متاهة المظلومية، فلأنه يرتكز على تاريخ طويل و خبرة مترامية الأطراف و تجارب ضخمة في ميادين صاحبة الجلالة.
* و لأن الشيء بالشيء يذكر، فلا غبار على الانتصار الساحق و الماحق لقدرات العزيز باشراحيل هشام باشراحيل، فهو نوعية نادرة في موهبة التلاعب بأزرار التكنولوجيا و الصحافة الإليكترونية، و هو في هذا المجال بحر واسع بلا قرار لا يستطيع حتى (جوجل) نفسه مجاراته و مقارعته في فك طلاسم ولوغاريتمات الشبكة العنكبوتية، فقط امنحه جزء من الثانية يأتيك بالنبأ اليقين.
* لا جدال في أن الزميل صلاح العاقل الصوت المرنم إذاعيا و البشوش الباسم الثغر فضائيا خير من يحمل على عاتقة أمانة النقابة، ليس لأنه عاش أهوال رحلة المخاض الجنوبي فقط، ولكن لأنه يمثل الاعتدال الإعلامي و همزة الوصل بين جيل ذهبي مات كمدا من ضراوة التهميش و جيل جديد يناطح الباطل نصرة للحق الجنوبي.
* لقد تلقيت هذا الأسبوع سيلا جارفا من رسائل الزملاء و المحبين يتساءلون عن سر عدم حضوري مؤتمر الإعلاميين الجنوبيين الذي انبثقت عنه النقابة قبل عام.
* و لقد تعاملت مع هذه الاستفسارات بكل الإجابات الممكنة، عملا بقصة رواها (ابن الجوزي) في كتاب الحمقى و المغفلين.
* قال إمام المسجد لطلابه الدارسين: إن الذئب الذي أكل يوسف اسمه طرطوس، و هنا هتف الطلاب بصوت و نفس واحد متعجبين:
ولكن الذئب لم يأكل يوسف يا معلمنا.
و هنا شعر الإمام بإحراج حقيقي قبل أن يسيطر على الموقف على قاعدة لا ضرر و لا ضرار مستدركا:
حسنا يا أبنائي، فهو إذن اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف.
* من كل قلبي أتمنى على مجلس النقابة أن يعيد صياغة العمل الإعلامي بما يواكب تطورات القضية الجنوبية، و أن يبلور مع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة نهجا متوازنا في الطرح يعزز من ملحمة التصالح الوطنية الجنوبية على كافة المستويات المحلية والعربية و الدولية.

محمد العولقي