المدارس وزمن الحوثي.. تطرفٌ في ورقةٍ وكتاب
لم تعد المدرسة هي ذلك الشعاع الذي يُكسب الطفل حياةً تتلألأ بأنوار المعرفة في زمن الحوثيين، فعلى مدار حرب الحرب العاتية حوَّلت المليشيات الانقلابية آلاف المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى منصات لتعليم القتل والإرهاب وغرس بذور الفكر الطائفي.
مصادر مطلعة كشفت لـ"المشهد العربي" أنّ المليشيات كثّفت من توجيهاتها لقادة المدارس لتنظيم أنشطة، تهدف بشكل مباشر للترويج للحوثيين وإقناع الطلاب بأفكار وغرس بذور هذا الانتماء الطائفي في عقولهم.
وتقول المصادر إنّ المليشيات الحوثية تعمل بشكل ممنهج على تدريب الطلاب على حمل السلاح والزج بهم في المعارك، في مخالفة لكافة الأعراف القانونية والإنسانية.
وعلى مدار السنوات الماضية، عملت المليشيات على إجراء تغييرات على المناهج الدراسية لطلاب المدارس والجامعات؛ بقصد تغيير الهوية بأفكار طائفية وتفخيخ عقول الأطفال والشباب بأفكارهم المستوردة من إيران.
وأجرت المليشيات تعديلات كبيرة على المناهج التعليمية في عدد من المواد الدراسية، منها مادة الثقافة الإسلامية لطلاب الجامعات، كما أدخلوا الكثير من الدروس ذات الصبغة الطائفية المستنسخة من التجربة الإيرانية، في خطوة وصفت بأنّها تهدف تدمير للهوية والنسيج والسلم الاجتماعي.
وقالت تقارير حقوقية إنّ هذه الممارسات تُمثّل تهديداً خطيراً وله عواقب وخيمة بتغلغل الأفكار الطائفية في عقول هذا الجيل والأجيال القادمة.
وتكمن الخطورة في أنّ هذه الأفكار الطائفية والخرافات التي يدعيها الحوثي، كان يتم تدريسها فقط فيما يسمى بالدورات الثقافية لمن يوالونه، إلا أنها باتت في صلب العملية التعليمية بالمدارس والجامعات والمعاهد.