خصروف.. نموذج عسكري موالي لإيران داخل قوات الجيش
رأي المشهد العربي
ليس مستغرباً أن تظل جميع المناطق التي سيطرت عليها مليشيات الحوثي في محافظات الشمال باقية تحت سيطرتها بالرغم من أن قوات الجيش تعلن منذ أربعة سنوات أنها تواجه الانقلاب الحوثي في تلك المناطق، طالما أن هناك أشخاص يديرون العمل العسكري ويخططون له من أمثال اللواء محسن خصروف الذي كان يعمل مديراً لإدارة التوجيه المعنوي قبل إقالته أمس الخميس من منصبه على خلفية إثنائه على المساعدات الإيرانية التي تقدمها للمليشيات الحوثية.
محسن خصروف أمثال لكثيرين داخل قوات الجيش ينصبون العداء للتحالف العربي وليس لديهم مشكلة في استمرار الانقلاب الحوثي أطول فترة ممكنة، وذلك يرجع لأن القائد الذي يوجه تلك القوات (علي محسن الأحمر) هو بالأساس له علاقات خفية مع إيران ظهرت وقت أن ترك ميدان المعركة وهرب وقت الانقلاب على صنعاء، وتكرر ذلك في حجور وفي كثير من المعارك التي اختار فيها عدم المواجهة.
بدا واضحا أن الاختراق الإيراني لقوات الجيش وصل إلى أعلى المستويات فوجود مدير إدارة التوجيه المعنوي لديه كل هذا الرفض للتحالف العربي يبرهن على أنه لا أمل في أن تقوم قوات الجيش بشكلها الحالي في التعامل مع الانقلاب الحوثي بأي شكل من الأشكال، بل أنه يدق ناقوس الخطر حول العقيدة الأساسية لتلك القوات التي يسيطر عليها حزب الإصلاح ويوجهها حسبما يتماشى مع سياساته التي تقف الآن في أحضان طهران.
استطاع حزب الإصلاح أن يوجه دفة قوات الجيش من مساندة التحالف العربي الذي لم يدخر جهدا في مواجهة المليشيات الحوثية إلى التغاضي عن التواجد الحوثي في كثير من المناطق وتسهيل وصوله إلى مناطق أخرى تخالف سياساته، وبدلاً من أن تنخرط قوات الجيش في صد الهجمات الحوثية على محافظات الجنوب وقفت بجوارها بعد أن رصدت تقارير موثقة مشاركة عناصر تابعة لها مع المليشيات الإيرانية.
في ظل وجود خصروف وأعوانه لن يحدث أي تطهير حقيقي لقوات الجيش وستظل هذه القوات التي تخصص لها الحكومة ميزانيات هائلة في كل عام وتدعمها قوات التحالف بالمال والعتاد من دون أن تتقدم قيد أنملة، وستظل القوات كما هي في الشوارع بعيدا عن معسكرات التدريب ويحصلون على أنصاف رواتبهم بعد أن يذهب النصف الآخر إلى كشوف الزيف التي يستفيد منها القيادات الكبرى.
إقالة خصروف وحدها لا تكفي لإصلاح فساد قوات الجيش فالمطلوب تغيير شامل للقيادات الكبرى واستبدالهم بآخرين وطنيين يتولوا مهمة بنائه بالشكل السليم الذي يحقق الانتصار في المعركة الدائرة مع المليشيات الحوثية ومن خلفها إيران، بل أن المطلوب إعادة فلسفة عمل هذه القوات بشكل عام بحيث لا تكون محسوبة على حزب أو تنظيم بعينه، من دون أن يجري ذلك فإن كل شيء سيبقى على ما هو عليه الآن.