الجهود الإنسانية تدعم نجاحات المعارك العسكرية في الضالع
أولت دولة الإمارات العربية المتحدة أولوية إنسانية إلى محافظة الضالع، في وقت وجه المجلس الانتقالي الجنوبي جهوده الإنسانية أيضَا إلى المحافظة التي تشهد معارك طاحنة مع المليشيات الحوثية منذ ثلاثة أشهر، لتكون داعمة للنجاحات العسكرية التي تحققها القوات الجنوبية على أرض الواقع، إذ أن المليشيات الحوثية تلجأ إلى استهداف المدنيين كحل سهل لتعويض الخسائر التي تتلقها في ميادين المعارك.
ويدرك كلا من المجلس الانتقالي الجنوبي ودولة الإمارات أن الدعم الإنساني والجهود المدنية والاجتماعية تدفع الى تركيز القوات الجنوبية على خوض المعارك العسكرية وفقط وعدم إلالتفات إلى أي عائق آخر من الممكن أن يؤدي إلى أرباكها، وبالتالي فإن تجهيز المستشفيات وتوفير السلع يشكل حاضنة اجتماعية مهمة للقوات التي تخوض معاركها في الجبهات.
ويذهب البعض للتأكيد على المهام الإنسانية لكلاً من الطرفين تلعب أدواراَ فاعلة في التعامل مع الصعوبات التي يواجهها المواطنون في أماكن الصراع، في ظل ارتكان المليشيات الحوثية على سياسية وقف المساعدات الخارجية التي تأتي من مؤسسات أممية كأداة للصراع العسكري من أجل حصار المواطنين وتجويعهم ودفعهم للتسليم في مواجهة آلة البطش العسكرية.
وشهد أمس السبت، افتتاح مستشفى الشيخ محمد بن زايد في محافظة الضالع وذلك بتمويل مباشر من دولة الامارات العربية المتحدة، بعد أن أكملت تجهيزاته الأولية وبات اليوم مؤهلاً لاستقبال الحالات الطارئة القادمة من الجبهات كخطوة أولى وكذلك معالجة وتطبيب أوجاع المئات من المواطنين الذين حرمتهم السنوات الطويلة من أبسط مقومات الحياة الكريمة.
وتعد مستشفى الشيخ زايد أول مستشفى حكومي جديد بعد أكثر من عقدين من عجز الحكومة عن تشييد صرحا طبي يفي بتطبيب أوجاع هذه المدينة وأهلها المكلومين بجراح الغزاة ونيرانهم عوضا عن عجزها الكبير في توفير أبسط الإمكانيات للمستشفى الحكومي الوحيد الذي بات مهدداً اليوم اكثر من أي وقت مضى بإغلاق أبوابه أمام مئات الجرحى والمرضى جراء الإهمال الحكومي المتعمد .
وقال المتحدث باسم القوات المشتركة في الضالع، ماجد الشعيبي ، إن افتتاح المستشفى يعد إنتصار إنساني لأبناء المحافظة ، وقال : بافتتاح مستشفى الشيخ محمد بن زايد يمكننا القول أن المدينة وأهلها تحقق لهم أهم انتصار إنساني وطبي، وهو لا يقل أهمية عن الانتصارات التي يحققها أبطال القوات الجنوبية المشتركة في ميدان القتال.
وهذا المشروع تعتبره هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مقدمة لمشاريع طبية أخرى لن تستثني فيها باقي المديريات والتي تفتقر إلى أبسط الإمكانيات الطبية الملحة خصوصا في ظروف الحرب الراهنة ، وهي خطوة ستسهم بشكل كبير في تخفيف الحمل على مستشفى النصر وهو المستشفى الحكومي الوحيد.
وتحدث الشعيبي عن جهود دولة الإمارات في الجانب الانساني الذي لا يقل أهمية من الدعم العسكري منقطع النظير، مشيرا أنه ومثلما كان دعمهم العسكري أهم أسباب النصر بالأمس فإن دعمهم الطبي اليوم سيكتب بعون الله أهم عوامل الشفاء وسيخفف الكثير من المعاناة التي يتكبدها الجرحى والمرضى من أبناء المحافظة في الطرقات الطويلة الى المحافظات المجاورة.
وفي المقابل، قامت لجنة الإغاثة والأعمال الإنسانية بالمجلس الانتقالي الجنوبي بتقديم دعم خاص لقسم الجراحة العامة بمستشفى النصر العام بمحافظة الضالع.
حيث قام المهندس عدنان الكاف، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس لجنة الإغاثة والأعمال الإنسانية بالمجلس، اليوم الأحد، بتسليم كمية من الصفائح الخاصة بعمليات جراحة العظام الى الدكتور محمود علي حسن مدير المستسفى .
حضر عملية التسليم ، عصام عبده علي، نائب رئيس انتقالي العاصمة عدن وعادل جعفر، رئيس اللجنة بانتقالي العاصمة و دلال العبيدي ، عضو اللجنة بالقيادة المحلية لانتقالي العاصمة عدن.
ويأتي هذا الدعم استمراراً للجهود الإنسانية المتواصلة التي يقوم بها المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال لجنة الإغاثة التي تكفلت بالدعم الإنساني والإغاثي والطبي وتقديم يد العون والمساعدة لعدد من محافظات الجنوب ومنها الضالع .