اجتماع على ظهر سفينة أممية.. لوليسغارد يعيد الكره من جديد
لجأ رئيس لجنة الانتشار في الحديدة مارتن لوليسغارد، إلى إعادة ما قام به سابقًا حين تولى منصبه في شهر فبراير الماضي، واضطر إلى عقد اجتماعه الجديد على ظهر سفينة في البحر بسبب تعنتِ الحوثيين، ما يشي بأن مفاوضات الحديدة ستدور رحاها دون أن تحقق أي تقدم يذكر لتستمر المراوغات الحوثية التي تقابلها تغاضي أممي عن التعنت والانتهاكات المتواصلة.
ووصل، فجر الأحد، الوفد الحكومي للجنة تنسيق إعادة الانتشار في مدينة الحديدة إلى السفينة الأممية (Antarctic dream)، في عرض البحر، لعقد الاجتماع الثلاثي بين الوفد الحكومي، برئاسة اللواء الركن صغير عزيز، والوفد الأممي برئاسة مايكل لوليسغارد، ووفد ميليشيا الحوثي.
ويرى مراقبون أن جولة المفاوضات التي قام بها غريفيث والتي لم تتمخض عن اتفاقيات معلنة وجديدة بشأن مفاوضات الحديدة ستنعكس على جملة من الموضوعات التي ستناقشها اجتماعات لجنة إعادة الانتشار حال تمكنت من الانعقاد مستقبلاَ، وشددوا على أن الأمم المتحدة تسير في نفس الحلقة المغلقة التي دارت فيها من قبل وأن القبول بالذهاب إلى عرض البحر هربَا من المليشيات الحوثية يعد دليلاً دامغاً على ضعف تعامل الأمم المتحدة مع العناصر الإنقلابية الممولة من إيران.
وسبق أن عقدت اللجنة اجتماعات على متن سفن تابعة للأمم المتحدة قبالة الحديدة، ويقوم عمل لجنة إعادة الانتشار على مراقبة تنفيذ اتفاق السويد الذي ينص على الانسحاب من موانئ محافظة الحديدة الثلاثة ومن مركزها،وعلى وقف لإطلاق النار.
وبدأ واضحا أن الحكومة اليمنية تشارك في تلك الاجتماعات من منطلق عدم توجيه اتهامات إليها بعدم التواجد فيها، ولكن تشير جملة من القرارات الأخيرة والتي يأتي على رأسها إدخال تعديلات على رأس القوات المشتركة بأن الحل العسكري سيكون مطروحاً بقوة خلال الفترة المقبلة.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس "بدأ اجتماع لجنة إعادة الانتشار بعد ظهر الأحد على متن سفينة"، مضيفاً أن الاجتماع "سيستمر حتى الاثنين. الطرفان يحضرانه". وتابع المصدر "آخر اجتماع كان يومي 16 و17 فبراير".
وأكّدت رئاسة اللجنة في بيان أنّ الاجتماع سيناقش "الخطوات لتنفيذ اتفاق الحُديدة الذي توصلت إليه الأطراف" في السويد في ديسمبر الماضي، وتضم اللجنة التي يترأّسها الفريق مايكل لوليسغارد، ممثلين للأمم المتحدة والحوثيين والقوات الشرعية، وقد أنشئت بموجب الاتفاق تم التوصل إليه في السويد.
وكشفت مصادر عن تفاصيل اجتماع لجنة إعادة الانتشار الثلاثية على متن السفينة الأممية اليوم الأحد، إن وفد المليشيات الحوثية وصل عصر اليوم إلى مكان الاجتماع المحدد في عرض البحر، مشيرة إلى أن الجنرال مايكل لوليسغارد رحب بالفريقين وطرح الفريق الحكومي نقاط خلال الاجتماع أهمها ضرورة إيجاد آلية فعالة لوقف إطلاق النار.
ولفتت إلى أن الاجتماع ناقش تصحيح مسار المرحلة الأولى وفقاً للاتفاق ومفهوم العمليات المتفق عليه، موضحة أن الفريق الحكومي شدد على ضرورة فتح المعابر، وأن تعقد اللقاءات المشتركة بمدينة الحديدة وفقاً لنصوص اتفاق استوكهولم .
وأكد المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفثس، في وقت سابق، أنه يسعى من أجل التوسط لإنهاء الحرب في اليمن والمساعدة في التوصل إلى اتفاق سياسي شامل يضع حداً للصراع، وليس الحكم على الأطراف أو إجبارها على تنفيذ أي اتفاق.
وشدد غريفثس، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" على أن الاجتماعات التي عقدها في الآونة الأخيرة بالرياض وأبوظبي ومسقط، مع الأطراف المعنية ودول التحالف، كانت مثمرة وبناءة للغاية.
وكشف أن المشاورات مع الجانب الحكومي وميليشيات الحوثي ستُستأنف في أقرب وقت، وفق المرجعيات الثلاث، دون أن يحدد موعداً لذلك، كما عبّر عن رغبته في تنفيذ اتفاق استوكهولم بشكل عاجل، لكنه ربط ذلك بتحقق المسؤولية الجماعية لدى الأطراف المعنية.